• يَسَّرَ الله العربيَّة للذِّكْر، حتى إن كلَّ مَن دَخلَ في دين الله دَخلَ في هذه اللغة، وأدهشني أني رأيتُ قُوطيًّا على نَصرانيتِه يَكتبُ شِعرًا باللِّسان العربي؛ لأنه أحبَّ اللغةَ فدَخلَ فيها ولم يَدخُل في دين الله، هذا تاريخٌ يجب أن يُعلَم وأن يُدْرَس.
• ندعو كلَّ مَن دَخلَ في دين الله لأن يَدخُلَ في هذا اللِّسان العربي؛ حتى يُحْسِنَ فَهْمَ كلامِ الله.
• قال الله تعالى: «وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ»، ولا يمكن أن يُيسِّرَ اللهُ القرآنَ للذِّكْر مِن غير أن يُيسِّر لُغتَه للذِّكر، لا يمكن أن تكون العربيَّةُ صعبةً وقد يَسَّر الله بها القرآنَ للذِّكْر.
• أدنى تحريك لعلاقة الكلمات يَنقُلُ الكلمة من البلاغة إلى غير البلاغة، ويَنقُلُها من الإعجاز إلى غير الإعجاز، عجيب! وليس عجيبًا فقط، إنَّما يُعلِّمك الخفايا والدَّقائق والغوامضَ التي لا بُدَّ أن يَعِيَها وعيُك، وإلا لالتبسَ عليه كلامُ الله بكلام النَّاس، ولوَقعَ في الضَّلال العظيم.
• أنا مِن عُشَّاق كلِّ ما يُستعان عليه بالنَّظر؛ لأن الله فَضَّلني على الدَّوابِّ بهذا العقل.
• تعليقًا على قول الإمام عبد القاهر: «.. ولئن كانت العامَّةُ وأشباهُ العامَّة لا يكادون يَعرِفُون الفصاحة غير ذلك، فإنَّ مِن ضَعْف النَّحيزة إخطارَ مثلِه في الفِكْر وإجراءَه في الذِّكْر وأنتَ تَزعُم أنك ناظرٌ في دلائل الإعجاز»، قال شيخُنا: عبدُ القاهر يُعلِّمنا أن ما يقوله العامَّةُ لا يَجب أن يَنظُرَ إليه العلماءُ وهم يتحدَّثون في العلوم الجليلة؛ كعلم دلائل الإعجاز، إلَّا إذا كان ما يقوله العامَّةُ يَلتبِس على بعض العلماء فيُرددونه، وحينئذٍ يجب الوقوفُ عنده؛ فعبد القاهر يُعلِّمني كيف أُفكِّر وكيف أُدرِّس وكيف أنتقي القضايا التي أناقشها وأعالجها.. لا تُشغَلْ بقضايا العامَّة وأنت تتناول علمًا جليلًا إلَّا إذا كان كلامُ العامَّة يَجِدُ سبيلَه إلى عقول بعض الخاصَّة.
• الجاحظُ شيخُ شُيوخ البيان العربي؛ لأنك لو أحببتَ أن تَستخرجَ من «دلائل الإعجاز» الذين صَنعوا عقلَ عبد القاهر ستَجِدُ الجاحظَ، وهو ليس عربيًّا، وشُيوخُ البيان العربي الذين خَرَّجَهم ليسوا عَربًا، وكذلك مِن أكرمِ شُعرائنا بشَّار؛ لم يكن عربيًّا، وكان يقول إن قومه هم قُريش العَجَم!!
• هناك لَفتةٌ جليلةٌ جدًّا مِن عبد القاهر؛ هي أنه قال إن غريبَ القرآن ليس غريبَ ألفاظ، وإنَّما هو غريبٌ في مجازات الألفاظ.
• يا سيِّدنا، لا تتكلَّم في البلاغة إلَّا إذا سَمعْتَ كلامًا، ودَلَّتْ ذائقتُك البيانيةُ على أنَّ فيه شيئًا جيِّدًا، قبل الكلام في البلاغة هناك ذائقةٌ بيانيةٌ تشير إلى أن هذا اللَّفظ جيِّد؛ ذائقةٌ بيانيةٌ هي الخطوةُ الأولى التي تكتشف الطريق، هي الطَّليعةُ الأولى، فإذا أشارت الذائقةُ البيانيةُ إلى أن هذا اللفظ جيِّد تَقدَّمت البلاغةُ لتبحثَ عن سِرِّ جودتِها.
• كان الرَّافعيُّ - رحمه الله - حين تُعجِبه كلمةٌ مثلُ قوله تعالى: «وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ»، كان يقول: لو جُمِعتْ ألسنةُ النَّاس جميعًا في فَمٍ واحدٍ ما قالوا: «وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ».
= تلقَّاه وكتبه: تلميذه د. ياسين عطية
= تجدون التسجيل الصوتي للدرس كاملاً تحت هذا الرابط:
https://t.center/sh_abu_musa2/242
#مما_قال_شيخ_البلاغيين