View in Telegram
• مَوطِنُ المعاني في البيان ليس هو الألفاظ، وإنَّما هو روابطُ معاني الألفاظ وعلاقاتُها؛ تَعلُّقُ الكلمة بالكلمة. مُرادُ الشَّاعر أين يَسكن؟ يَسكنُ في تعلُّقِ الكلمة بالكلمة، مُرادُ المتكلِّم أين يَسكن؟ يَسكنُ في تعلُّقِ الكلمة بالكلمة، بلاغةُ سيِّدنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أين تَسكن؟ تَسكنُ في تعلُّقِ الكلمة بالكلمة، كلامُ الله المُعجِزُ أين يَسكنُ إعجازُه؟ يَسكنُ في تعلُّقِ الكلمة بالكلمة. • لا أُحِبُّ أن أحفظَ علمًا مِن غيرِ أن أعرِفَ جوهرَه ومِن غير أن أعرِفَ سِرَّه. • ممَّا أكرمني الله به أنني لم أَدَعْ شاعرًا جاهليًّا إلَّا وقرأتُ شِعرَه. • امرؤ القيس قُدوةُ الشُّعراء، كما وَصَفه عليُّ بن أبي طالب - رضوانُ الله عليه - بصَرْف النَّظر عن مسألةِ: «ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ»، ومسألةِ: «وبَيْضَةِ خِدْرٍ لا يُرَامُ خِباؤهَا»، ارمِ كلَّ هذا، إنَّما هو في بيانِه قُدوةُ الشُّعراء. • أردتُ أن أعرِفَ الفرقَ بين شعر امرئ القيس وشعر النَّابغة - وأنا أُحِبُّ النَّابغةَ أكثرَ مِن حُبِّي لامرئ القيس، وأُحِبُّ زُهيرًا أكثرَ مِن حُبِّي للنَّابغة؛ كلُّ شاعرٍ له قضية: النَّابغةُ رَجلٌ رائع، رَجلُ قومِه، وزُهير بن أبي سُلمى رَجلٌ مُحِبٌّ للسَّلام، وكلُّ شاعر له مَزِيَّة - فكنتُ أقرأ شِعرَ هذا وشِعرَ ذاك لكي أتبيَّن أن فَضْلَ هذا على ذاك إنَّما هو راجعٌ لِما أسكنَه كلُّ واحدٍ منهما من المعاني في علاقات الكلمات. • عبد القاهر لا يُعلِّمني البلاغةَ فقط، عبد القاهر يُعلِّمني كيف أقرأ الأدبَ والشِّعرَ، كلامُ العلماء عجيبٌ جدًّا! تَظنُّ أنه يُعلِّمُك البلاغةَ، وهو نَعَمْ يُعلِّمك البلاغة، ولكنه نَعَمْ ونَعَمْ ونَعَمْ يُعلِّمك كيف تقرأ البيان، وكيف يَكون بيانُ الناس غذاءً لبيانك، وكيف ينمو عقلُك بكثرة القراءة فيما نَمَتْ به عقولُ العلماء وعقولُ الشعراء وعقولُ أهل البيان، فكأنه يُكوِّن منك إنسانًا. • لا قيمةَ لعلمٍ لا يَصنعُ إنسانًا أفضل، ولا قيمةَ لدَرسٍ لا يَصنعُ إنسانًا أفضل، ولا قيمةَ لحياةٍ لا تَصنعُ إنسانًا أفضل، ولا قيمةَ لسياسةٍ لا تَصنعُ إنسانًا أفضل. • مَن يَصنعِ الإنسانَ الأفضلَ فهو الأفضلُ، ومَن لا يَصنعِ الإنسانَ الأفضلَ فهو الأَخَسُّ. • جَنَّةُ الدُّنيا في أن تَصنعَ إنسانًا أفضل، وإنْ صَنعتَ إنسانًا أفضلً وأنت على ظهرها أكرمَك اللهُ وأنت في بَطنِها. • تعليقًا على قول الإمام عبد القاهر: «ثمَّ إنَّا نَعلَمُ أن المَزِيَّة المطلوبةَ في هذا الباب مَزيَّةٌ فيما طريقُه الفِكرُ والنَّظر»، قال شيخُنا: يا وَلَد، لو لم أُعلِّمْك شيئًا إلَّا هذه الكلمة لكَفَتْ؛ طَريقُ بنائك هو الفِكْرُ والنَّظَر، طريقُ بناء الشُّعوب هو الفِكْرُ والنَّظَر، طريقُ القوَّة هو الفِكْرُ والنَّظَر، طريقُ الحريَّة هو الفِكْرُ والنَّظَر، طريق الازدهار هو الفِكْرُ والنَّظَر، عجيبٌ جدًّا! • تدبُّرًا لقوله تعالى على لسان سيِّدنا نُوح: «يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ»، قال شيخُنا: ليس في شَرعِ الله وليس في خُطط الأنبياء أنْ يُلزموا العقلَ الإنسانيَّ بما كَرِه، ولو كان بَيِّنةً من الله، وإنَّما يجب أن يكون مُختارًا؛ يَدخُل الجنَّةَ وهو مُختار، ويَدخُل النَّارَ أيضًا وهو مُختار، يُترَكُ العقلُ وما يَختار: إن اختار الهُدى دخل به الجنة، وإن اختار الضَّلالَ دخل به النَّار، المُهمُّ أن يَدخُلَ النَّارَ وهو مُختار.. فأين دليلُ الاستبداد يا مولانا؟! • تعليقًا على استبعاد عبد القاهر إعجازَ القرآن مِن طريقِ النَّغَم، قال شيخُنا: قُلْ إنَّ كلَّ ما في القرآن مُعجِز، ولا تَبحثْ عن وجهٍ واحد، نحن الآن نقول مع عبد القاهر إنه مُعجِزٌ بنَظْمِه، لكنَّ عبد القاهر لم يَقُلْ إنه ليس مُعجِزًا إلَّا بنَظْمِه، هو قال إنه مُعجِزٌ بنَظْمِه وتَرك وجوهَ الإعجاز الأخرى للباب المفتوح. • شاء الله أن يَتعلَّم أبناءُ العربِ نَحْو العربيَّة من سيبويه الفارسي، وشاء الله أن يَتعلَّم أبناءُ العرب فصاحةَ العرب من الجاحظ الذي هو مِن أبناء «حام»، وشاء الله أن يَتعلَّم أبناءُ العرب تفسير القرآن من الزمخشري وهو ليس منهم، وشاء الله أن يُعلِّمنا علمَ الفصاحة والبلاغة مَن ليس منَّا.. عجيبٌ!! • قرأتُ قديمًا لواحدٍ من المستشرقين أنه قال: «يُدهشني أنِّي لم أجدْ لُغةً أعيانُ علمائها وخُدَّامها مِن غير أبنائها إلَّا هذه العربيَّة!»، ليس هناك لغةٌ من لُغات العالَم قام على خدمتِها رجالٌ مِن غير عِرْقِها ومِن غير جنسِها إلَّا هذه العربيَّة؛ لأن هؤلاء لا يَخدمُون العربيَّة لذاتها، وإنَّما يَخدمُونها ليَفهموا بها كلام الله وكلام رسوله.
Telegram Center
Telegram Center
Channel