( الشرور الخمسة)ذكر الله عزوجل في سورتي المعوذتين خمسة شرور، أربعة منها في سورة الفلق.
وشر واحد في سورة الناس.
الشر الأول: (من شر ما خلق)أي: الاستعاذة به سبحانه من كل شر يؤلم الإنسان ويؤذيه.
وقد يكون هذا الشر من داخل نفسه.
وقد يكون من خارجها.
فالشر الذي من الداخل قد يكون هواجس النفس، وقد يكون من وساوس الشيطان.
والشر الذي من خارجها قد يكون من الإنس أو الجن.
وقد يكون من غير العقلاء والمكلفين ويشمل الهوام والحشرات والريح وما في الأرض وما عليها.
الشر الثاني:( ومن شر غاسق إذا وقب).
وهو الليل إذا أظلم.
وهذا لا ينافي ماورد من أن النبيﷺ لما نظر إلى القمر، قال لعائشة: استعيذي بالله من شر هذا، فإن هذا هو الغاسق إذا وقب".
قال ابن القيم:" هذا
التفسير لا يناقض
التفسير الأول بل يوافقه ويشهد بصحته…. فالقمر هو آية الليل وسلطانه، فهو أيضاً غاسق إذا وقب كما أن الليل غاسق إذا وقب..".
الشر الثالث:( ومن شر النفاثات
في العقد).
والنفث هو النفخ مع ريق، وهو أقل من التفل.
وأكثر العلماء على أن المقصود بهذه الآية الكريمة السحرة، فالنفاثات
في العقد هي الأنفس التي تشتغل
في السحر، وهي أنفس خبيثة.
الشر الرابع:( ومن شر حاسد إذا حسد).
والحسد: تمني زوال النعمة عن الغير.
-وقيل: هو كراهة نعمة الله عن الغير-
وهو من صفات اليهود، ويناقض الإيمان، لأن الحسد ناشيءٌ عن أنانية والإيمان والأنانية لا يجتمعان.
كما أن الحسد ينشأ عن الطمع، وهو بعد ذلك وقبله ينفي الرضا بقضاء الله، فالحاسد ساخط على الله وساخط على الناس.
هذه الشرور الأربعة التي اشتملت عليها سورة الفلق.
الشر الخامس:( من شر الوسواس الخناس).
وهو أشد هذه الشرور وأكثرها فتكاً، وأعظمها بلاءً، شر الوسواس الخناس، شر الشيطان، لأن الشيطان أساس الشر
في هذه الدنيا، وكل الشرور متفرعة عنه.
وانظر:
" خماسيات مختارة
في تهذيب النفس الأمارة"ص(٢١٠).
#فوائد_في_التفسير https://t.center/dr_abdalib