يقول عبد الله بن سلام وقد كان يهوديا فأسلم فيما بعد : «لما قَدِمَ النبي -ﷺ- المدينة، انجفل الناس قبله، فقالوا: قدم رسول الله، قدم رسول الله، فجئت في الناس لأنظر إلى وجهه، فلما رأيتُ وجهه، عرفت أن وجهه ليس بوجه كذَّاب!». هذا يهودي لم يسبق له أن رأى النبي ﷺ، يزاحم فيمن يزاحم؛ لينظر إلى وجه هذا الذي جاء للتو من مكة، ويزعم أنه نبي، فإذا أول ما رآه في وجهه: أمارات الصدق، وهالات المؤمن الذي لا يمكن له أن يقول الكذب!
كيف للصدق أن يتحوّل من أحرف تخرج من الفم إلى نظرات تنبعث من العين، وإلى هدوء يسكن في القسمات؟
هذه هي الهيبة والمكانة التي يحتاج إليها صاحب المنصب!
إنها أشياء أغلى من المواكب، والتشريفات، والمراسيم...
علي بن جابر الفيفي | الرجل النبيل.