لقد كان الدرسُ الأول الذي أتقن النبيُ ﷺ تدريسَهُ لتلاميذه رضوان الله عليهم أن يعُدُّوا الدنيا ممرًا لا مقرًّا، فلا يكترثوا كثيرًا ولا حتى قليلاً،
فكانت النتيجةُ:
أبا بكرٍ الذي يُشبهُ الآخرةَ أكثر مِن شبَهِهِ بالدنيا...
وعُمرَ الذي يهتف "اخشَوْشِنوا؛ فإن النّعمَ لا تدوم"
وعُثمانَ شهيد الدار الذي يغادر الدنيا وبِيدهِ المصحف...
وأبا عُبيدة الذي يرى بدايةَ الطاعون في يدِهِ فيدعو الله أن يبارك فيها...
وأبا ذرٍّ الذي يهرُبُ من الدنيا ليعيشَ وحيدًا ويُبعَثَ وحيدًا...
وبلالاً الذي يزُورُهُ الموتُ فيهتف بشوق غدًا نَلقى الأحبّة محمدًا وحِزْبَه...
وعبدَالله بن رواحة الذي ما إن يرى أحدَ أصدقائه حتى ينسى الدنيا ويقول له تعالَ بنا نؤمِنْ ساعة...
ـ كتاب الرجل النبيل