View in Telegram
-‏اهلاً صديقي العزيز ، هذهِ أخِرُ رسالةٍ اكتُبها لك سأرسُلها يومًا ما وستكون آخر شيءٍ قد تبقى مِني أنا لا اعلمُ كيف ابدأ بالموضوع أو ماذا اقولُ ، ليس لديّ شخصٌ غيرك اكتُب له ، انت تعلمُ انني مكروهُ جداً ، وسليطٌ ، إنني كنت شاكرٌ لك لبقائِك معي طيله هذه المُده ، لكن ساضطرُ المغادره صديقي الحبيب، سأضطرُ لِأن انسكِب مِن فؤادِك بعدما حاولت وبصعوبه بالِغه أن املئهُ ، الآن سأشعرُ بالندمِ لانني لم اترُكك وجعلتُك تُحبني لهذهِ الدرجه ، كُنت اعلمُ بِأنني شخصٌ غارقٌ لا محاله ، لكن أتعلمُ نشوه التمسُك بقشةٍ بينما يدخلُ ماءُ البحر الى فمِك وينقطعُ نفسك؟ ان تضع ايمانك كلهُ في قشةٍ تعلمُ انها لن تساعدك او تُنقذك اصلاً ، لكنك كُنت تنتظرُ النور والأمل وتحاولُ التشبُث بهِ كحيوانٍ جريحٍ يُحاول التهام فريستهُ الاخيره. كمرضٍ فتاكٍ يلتصقُ بشده ، يأبى الخضوع لأي علاجٍ والاستسلام بسهوله ، ناسياً ان التصاقهُ سيسببُ الموت لا غير. هل تعلمُ يا صديقي إنني اشعرُ بالخُزي والعارِ لانني تركتُك في مُنتصفِ الطريقِ المُظلم الذي سحبتُك اليهِ وبِارادتي-مِن ثُم تركتُ يدك لاجعلك تضيعُ هُناك بين الجَنه والجحيم ، بين الحقيقةِ والاكاذيبِ الحُلوه ، هل هُناك طريقٌ ثالث؟ هل يُمكنني ان اتركك تتعلقُ في البحريانِ ، ان أُطفئ الشموع التي اوهجتها ليّ مِن نارِ اشلائِك المُحترقه؟ ، لقد انقذتني مِن الموت مراتٍ عديده ، ها انا قد قاومتُ مراتٍ عديده لاجلك ، تحملتُ كُل ما جرى وكُنت اقابلك بابتسامةٍ باهِته ، مُربتاً على كتِفك قائلاً ان كُل شيءٍ سيكون بخير ، كُنت انا من يحتاجُ المواساه بصراحه ، لكن إن هذا الكلام لا يُفيد بعد الان ، ها انا اكتبُ لك اخر رسالةٍ ، مُبلله بدموعي ، اخبرك فيها أنك كُنت الشخص الوحيد الذي بقيّ معي ، الشخصُ الذي ساتركهُ ، الذي سأفي بوعدي لهُ كما قلتُ ذات ليله بأنني ساموتُ قبل ان افكر في تركهِ ، لقد رأيت احزاني مُزحةً لانني كُنت اجعلها هزليةً دائماً ، كُنت اخفي الجُزء الاشد ظلاماً ، لكنهُ الان يكبر يا صديقي ، يكبرُ وينتظرُ مني ان اكون فريستهُ القادِمه بعدما نهش كُل شخوصي ، إن الاصوات اللعينه تصدحُ في رأسي ، إنها تثقبُ جمجمتي ، وتحطم جسدي ، لقد ضقتُ ذرعاً ، إنني مُتعبٌ ومُحطم ، حتى أن غِطاء سريري يُحاولُ الالتفاف عليّ كي اختنق واموت ، لقد اصبحتُ شيئاً اصغر من الشَظيه ، شيئا ادق بكثيرٍ واصغر بكثيرٍ ، لقد اصبحتُ حبةَ رِمالٍ تطيرُ هُنا وهُناك ، شظايا زُجاج تجرح بدون ان تُرى ، لقد اصبحتُ اصغر بكثيرٍ مِن ان أُلصق واعاد الى ما كُنت عليهِ لذلك ساحررُ نفسي ، سامتلكُ جناحين سوداوين كبيرين واحلقُ بِحُريةٍ في كُل مكان ، سازورك كُل اسبوع واظلُ ممسكاً يدك بالرغم من انك لن تشعر بي ، ساطلبُ مِن الرب ان يهبك شخصاً افضل. الآن وداعاً للابد يا صديقي ، وداعاً. مِن؛ الورمُ الذي قُتل اخيراً كي يجعلك حراً للابد بدونهِ. #مشاركة_من_صديق_القناة #عماد_المغربي #طالب_الطب @Doctor_Future4
Telegram Center
Telegram Center
Channel