((الغُسْلُ يَومَ الجُمُعَةِ واجِبٌ علَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ ، وأَنْ يَسْتَنَّ ، وأَنْ يَمَسَّ طِيبًا إنْ وجَدَ)). قالَ عَمْرٌو : أمَّا الغُسْلُ ، فأشْهَدُ أنَّه واجِبٌ ، وأَمَّا الِاسْتِنَانُ والطِّيبُ ، فَاللَّهُ أعْلَمُ أوَاجِبٌ هو أمْ لَا ، ولَكِنْ هَكَذَا في الحَديثِ.
#الراوي : أبو سعيد الخدري
#المصدر : صحيح البخاري
📓 #شـرح_الـحـديـث 🖊يَومُ الجُمُعةِ خَيرُ الأيَّامِ ، وهو عِيدُ المسلِمينَ الأُسبوعيُّ ، يَجتمعونَ فيه على ذِكرِ الله ؛ ولهذا كان للجُمعةِ آدابٌ عديدةٌ ، وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعضًا منها :
● فيُبيِّنُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الغُسلَ يَومَ الجُمعةِ واجبٌ على كلِّ مُحتَلِمٍ ، بمعنى : أنَّه
#متأكِّدٌ كالواجبِ في حقِّ كلِّ ذَكَرٍ بالِغٍ مِن المسلِمينَ ممَّن وجبَتْ عليه الجُمعةُ ، كما يقولُ الرجُلُ لصاحبِه : حقُّك واجبٌ علَيَّ ، بمعنى : متأكِّدٌ.
● ومِن هذه السُّننِ أيضًا : أن يَسْتَنَّ ، فيُنظِّفَ أسنانَه بالسِّواكِ ونحوِه ، مِن الاستِنانِ الذي هو الاستِياكُ ، وهو دَلْكُ الأسنانِ وحَكُّها بما يَجلوها.
● ومِن هذه السُّننِ أيضًا : أن يَتطيَّبَ بأيِّ رائحةٍ عِطْرِيَّةٍ طَيِّبةٍ.
والاغتسالُ وتنظيفُ الفَمِ مِن الأدبِ في الحضورِ إلى المساجِدِ والجَماعاتِ ، وهو إرشادٌ مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى عمَلِ الأَولى والأفضَلِ في مِثلِ هذه المُناسَباتِ.
□ وقَولُه : «قال عَمْرٌو» هو : ابنُ سُلَيمٍ راوي الخَبَرِ.
□ قَولُه : «وأمَّا الاستنانُ والطِّيبُ» إلى آخِرِه ، أشارَ به إلى أنَّ العَطفَ لا يَقتَضي التَّشريكَ مِن جميعِ الوُجوهِ ، وكأنَّه جزَم بوُجوبِ الغُسلِ دُونَ غَيرِه ؛ للتَّصريحِ به في الحديثِ ، وَتوقَّفَ فيما عَداهُ لوُقوعِ الاحتمالِ فيه .
#وقيل : إنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا قَرَن الغُسلَ بالطِّيبِ يَومَ الجُمعةِ ، وأجْمَع الجَميعُ على أنَّ تارِكَ الطِّيبِ يَومَئذٍ غيرُ حرِجٍ إِذا لم يكُنْ له رائحةٌ مَكروهةٌ يُؤْذي بها أهْلَ المسجِدِ ، فكذا حُكمُ تارِكِ الغُسلِ ؛ لأنَّ مَخرَجَهما مِن الشَّارِعِ واحدٌ ، وكذا الاستِنان.