أحمَد بَشِير.

الإِفرَاطُ فِي الإهتِمَام يُؤدِي لِنفُورِ مَن حَولك.

قُل لِي بِربّك مَن يعِيد أحبةً
تحت التُّراب توسَّدت يمنَاها؟
بَين القبُور أرَاه يرقُد جسده
والروح تحفظ ذكراه بثناياها

مَالِي ومَال النَّاس مَاذا قَالُوا أَو فَعلُوا
هَمّي بِنفسِي وَلسْت لِهمّ النَّاس تَوّاقٌ.

‏إيَّاك والإنطِفاء، حَتى لَو سُكب علَى قَلبِك آلافُ الخَيباتِ البارِدة.

وعِندما سأَلوه عن أبرَز مَواهِبه، امتَلأت عَيناهُ بالدُّموع، واسْودَّ وجهُه، ثمَّ أجَاب إِجابةً يَملؤها الحُزن والأسَى: "أبرعُ فِي فقدَان كُل مَا هوً جمِيل".

يُقالُ أنَّ التَّأملَ فِي نِعمِ الله عِبادَة، أَتسمَحِين لِي بِأن أتأمَّل عَينَاكِ وَأكسِبَ أَجرًا؟

إيَّاك أن تلمِس جُرحًا لا تَستطِيع تَضمِيده.

- وأنتَ مَا هِي مَشكلتُك؟
- سرِيع الرِّضا.

الإِِفرَاطُ فِي التّوَاضُع يَجلِب لكَ المَذلَّة أَحيَانًا.

إِبْتسَامة بَعد حُزن طَويلٍ...
كَطِفل كَان ينْتظرُ سيَّارةَ المُثلَّجات
وَ الشّمس قَاربتْ عَلى المَغيبِ
فسَمعَ صوتَ بُوقها آتيةً مِن بَعيدٍ.

كَمَنْ يَنْتَظِرُ أُمَّهُ فِي غُرفةِ العَملِياتِ
لِساعاتٍ وَ الدُّموعُ تَنهمر مِن عَينيهِ
فَسرْعان مَا يَخرُج الطَّبيبُ وَيَقولَ:
نَجحتِ العمَليةُ.

كَمزارِعٍ يَخسَر مَحصُولَه
والمَوسِم قَاربَ علَى الإنْتِهاء
وهَا قَد أتَت الغيوم وهَطلتْ
غَيثَها علَى الزَّرع، فَعادَ مُخضرًا.

فِي مِثلِ تِلك اللحَظاتِ فَقطْ
تَخرجُ الإبتِسامةُ منَ أَعماقِ الشّخصِ.

وَأغَار مِن عَينٍ تُشاهِد حُسنَها
وَأنَا الَّذِي عَن حُسنِها مَعصُوم
أَو مِن كؤُوسٍ قَد تُداعِب ثُغرَها
وَأنَا الَّذِي مِن شَهدِهِ مَحرُومٌ.

ليتَ الحياة تأخذ تلك الآلام
وتزيل كل همٍ في فؤادي كان
ليتَها تمسحُ غبارَ تلك الأيام
وتَفكُّ كربتي وتلعثُم اللسان
لئلاّ يُفاوضَ عقول الأنام
ولتنعم روحي بالراحة والأمان.

أمتلكَ القُدرَة عَلى التَّبرِير، لكِن يَستحِيل أَن أدَعك تَرانِي مُثيرًا للشَّفقَة.

بَابٌ عتِيقٌ يَروِي حَال سَاكنِه
عَراقَة أَصلِهم وَلِين تَعامُلهِم
أَهلُ كَرمٍ إذَا مَا جَاءهُم ضَيفٌ
تُرحِّب قلُوبهُم قَبل ألسِنَتهِم
زَخارِفُه تَحكِي مَا فِيهِ مِن حزنٍ
لِفَقدِ ذَويهِ وَقَد غَابت سَعادَتهُم.

الإفراط في النضج يفسد العقول أحيانًا.

خُلقنَا فِي مُجتَمعاتٍ كَانت السَّرقة أبرَز مَواهِبها، لِدرجَة أنَّ أعمَارنَا سُرقَت ونَحن لَم نشعَر بِها.

كُل الأشيَاء التِي تُوضع علَى الكَتفِ تُثقِله، عَدا رَأس مَن تُحب.

نَتعافَى بِأصدِقائنَا وإِن كانُوا حُطامًا، وإِن هَزمتهُم الأيَّام وَسلَبتهُم ابتَسامتُهم، وأطفَأت شُعلتهُم، نَتعافَى بِمجرَّد وُجودِهم مَعنا، نتَعافَى بِرفقَتهِم وَلو كَانت لقَاءاتُنا كُلها مليئَةً بالصَّمت، نتَعافى بِهم رُغم كَل تلكَ المسَافاتِ الَّتِي تَفصَلنا.