ولِسانُ حالهِم مقولةُ سعدٍ يومَ بدر : "إنا لصُبٌَر عند الحَرب،صُدقٌ عند اللِّقاء".. تكادُ تلتصقُ بُطونُهم بِظُهورِهِم من شّدة الجُوع،يتَوسّدونَ الأرضَ ويلتَحفون السّماء مُنذُ قُرابة الأربَع مِئه يومًا فإن سألتَ عن مُعجِزاتِ الزمانِ قلتُ هِي تلك! ترتجِفُ أجسادُهُم بردًا والقَلبُ يهتف : "واَاللهِ لَيَرينَّ الله ما أصنَع" يحتضنُونَ الرّاجِماتِ ويركُضون في طِريقٍ طُولهُ الأشلاّء والدّماء،وسماَؤُهُ الصّواريخُ وَالطّائرات .. يرى الواحدُ منهُم صورتهُ في مرآة السّماء،يرى صُفوفًا من الملائكَة اصطفّت إجلالًا لِعَبد بَايعَ الإسلامَ بالأشلاء،تتخطّفُهُ الأبصارُ وتأكل لحمَهُ الاًلسُن ولا زال يُردّد : "وخُذ مِن دَمِي ،ياربّ حتّى تُحِبّني" يراهُم يهتفُون له : "إضرب والله معَك،ورسولُ الله معَك" فمَا يُضيرُك كيدُ العبِيدِ يَا أخي .. إضرِب فقلوبنا تَرعاك . يا أطهارَ الأرضٍ يا أنتُم .. يا أساد المعمعات يا أنتُم .. يا سادةَ الدّنيَا يا أنتُم .. سدْدَ الله الرّمي،صوّبَ الله الرّأي،ثبّتَ الله الأقدام،نصرَكُمُ الله يا مَن مَلكتُم نًياطِ القلُوب .