يواجه أحمد السَّيد، طنين ذبابٍ وألسِنة حداد شداد، لقد جرىٰ على لسان أصحابها أنْ قذفوه بكلِّ رذيلة، وألصقوه بكلِّ تهمة، وأشاروا عليه بكلِّ لائمة، وطعنوه بخنجرٍ في وسطِ عِرضه، ودنَّسوا عمله الطيِّب الحسن الساعي للحق والإصلاح بكلِّ تهمة باطلةٍ لا يرضاها صاحبُ مبدأ وحق وديانة ومروءة ..
العجيبُ والأعجبُ في قافلة الصعاليك النابحة هذه أنها لم توجِّه سهامها نحو خلافٍ علمي، أو مسألة فرعية، أو فكرة معينة، أو منهج يرونَ خلاف ما يراه وأرادوا تبيين ما فيه، ليسوا طلبة علم راغبين بالمناقشة والمكاشفة العلمية الرصينة؛ بل إنهم شرذمة قومٍ، سَفلة بَطَلة قلوبهم عليلة، ونفوسهم سقيمة، قُلِّدوا أسلحة مواقع التواصل، واجتمعوا لذلك فردًا إثر فرد، وبيَّتوا سوء النيِّة، وتهجَّموا بعد ذلك بقُبحِ الطويَّة، واستخدموا لغرضهم كلَّ مطيَّة واستعملوا كل طريقة ممكنة هوجاء قبيحة حتَّى يبلغوا مبلغهم ألا وهو: تشويه صورة الشيخ أحمد السيد واغتياله معنويا في أعين طلابه ومن يقتدي به ومن ينتفع ببرامجه! وليس بغريب فهذه طينة المنافقين مع كُل مُصلِح على مدار التاريخ.
ألا ساءَ ما يفعلون!
ولمَ أحمد السيد؟
لأنَّه كلما أضاءت بسبب مشروعه الإصلاحي أنوار ومشاعل، فذَلكَ يزيد قلوبهم حرقةً ولهيبًا من الدَّاخل.
يُرعِبهم، وهو أوَّل همومهم، وأفجع كوابيسهم، وصدى قناتهم الرسمية ينعِق بنتانة كلامهم، ولا تخلو منصة من قيحهم، لأنهم يهابونَ النور المنبثق من أحمد السيد، يمثِّل صورة خلاَّقة ومبدعة للرجل المُصلِح، وتمثِّل أعماله بوصلة الكثير من الشباب في شتى بقاع العالم،
وفي هذا السياق يصلُح أن ننتقد -من ينتقد- أحمد السيد لخلاف سائغ جهرًا وعلنًا، فمن فقه الأولويات وواجب الوقت، ألا تُقدَّم السِّهام له مع سهام الأعداء، و إن كانت لرغبة إصلاحية، وإن كان رأيك أصوب، فهوَ في صفِّك، ويحمل همَّك وهم أسرتك وصلاح أمتنا جميعًا، فلندَع الخلافات التي من غيرِ المنطقي أن نلتفت لها الآن بدلاً من أن نذبَّ ونذود عن حمى عرض أخينا أحمد السيد، ومربِّي ومعلِّم أجيالنا، وإحدى السواعد العاملة لمستقبل أمَّة المُفدّى محمد صلى الله عليه وسلم، فالرجّلعلى ثغر تاركا الأهل والأبناء، فلا يحسُن إعلان خلافك معه.
من يرى أفعالهم في الطعن وفجورهم في الخصومة، سيدرِكُ من هم، ومن هو ومدى وجعهم وألمهم منه، وسيُدركُ الحقّ الذي لا يخفى على لبيب.