أسباب فشل الزواج في السنة الأولى.
الطلاق في السنة الأولى من الزواج: قضية اجتماعية ملحوظة
فالطلاق المبكر يمثل ظاهرة ملحوظة في مصر والدول العربية، حيث تشير الإحصائيات إلى ارتفاع معدلاته بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة. وفيما يلي عرض لأهم الأرقام والإحصائيات
في مصر
وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (CAPMAS) في مصر، تُظهر الإحصائيات أن حوالي 25-30% من حالات الطلاق تحدث في السنة الأولى من الزواج.
في الدول العربية الأخرى
1. السعودية
تشير الإحصائيات إلى أن 60% من حالات الطلاق تحدث في السنوات الثلاث الأولى من الزواج، مع نسبة ملحوظة في السنة الأولى.
في عام 2022، سُجلت أكثر من 57 ألف حالة طلاق، وهو ما يمثل معدلاً مرتفعًا مقارنة بعقود سابقة.
2. الإمارات العربية المتحدة
أظهرت تقارير رسمية أن 20% من حالات الطلاق تحدث في السنة الأولى من الزواج.
3. الكويت
تُسجل الكويت واحدة من أعلى معدلات الطلاق في المنطقة، حيث تُظهر الإحصائيات أن 33% من حالات الزواج تنتهي بالطلاق في السنوات الأولى، والكثير منها يحدث في السنة الأولى.
4. الأردن
وفقًا لدائرة قاضي القضاة في الأردن، فإن حوالي 40% من حالات الطلاق تحدث في أول عامين من الزواج.
في عام 2022، تم تسجيل حوالي 28 ألف حالة طلاق، مع نسبة كبيرة في السنة الأولى.
5. العراق
تشير الإحصائيات إلى أن 30% من حالات الطلاق تحدث في السنة الأولى من الزواج.
ومن وجهة نظري أسباب ارتفاع الطلاق في السنة الأولى في العالم العربي ظاهرة شائعة تنبع من مجموعة من الأسباب النفسية، الاجتماعية، والعاطفية.
ويمكن تلخيص الأسباب الحقيقية لفشل الزواج في السنة الأولى في النقاط التالية:
1. التوقعات المبالغ فيها منها:
الرومانسية الزائدة عن الحد: والظن أنهما سيعيشان في حياة دون خلافات، وعندما يواجهون الواقع يشعرون بالإحباط الشديد.
توقع أن يكون الطرف الآخر مثالياً: وذلك بالاعتقاد أن الطرف الثاني سيُلبي كل الاحتياجات دون أي تقصير أو مشكلات!
2. ضعف التعبير عن المشاعر
فنقص القدرة على التعبير عن المشاعر أو الأفكار يؤدي إلى تصاعد المشكلات بدلاً من حلها.
والصمت أو الانفعالية الزائدة وعدم التحدث بصراحة عن المشكلات أو الانفعال المفرط عند مناقشتها يؤدي إلى تعميق الخلافات.
3. المشكلات المادية
الضغوط المالية: فعدم التوافق على كيفية إدارة الأموال قد يؤدي إلى صراعات.
وأكثر الزيجات تبدأ الحياة الزوجية وهى مديونة، وأيضاً إذا كان أحد الطرفين لا يتحمل مسؤولية مالية، فقد تتأزم العلاقة بسرعة، لأن أحدهما ينفق بشكل غير مسئول والثاني متضايق للغاية من هذه الطريقة.
4. التدخلات الخارجية
كثير من الأُسر الناشئة لقلة خبرتها لا تمانع من تدخل الأهل والأصدقاء، وبالتالي يتم التأثير منهم على القرارات الزوجية بما قد يصنع التوترات.
وكذلك عدم استقلال الزوجين أو أحدهما، بالاعتماد بشكل مفرط على عائلته قد يُضعف العلاقة ويزيد من حالة التوتّر خصوصاً إذا كانت هناك مشكلات متبادلة بين الطرفين قبل الزواج.
5. الفجوة في التديّن والقيم و العلاقات الاجتماعية.
فضعف التدين عند أحدهما يصبح أمراً ضاغطاً على كليهما، واختلاف منظومة المرجعية في الحلال والحرام، فعلى سبيل المثال: أحدهما يرى فوائد البنوك محرمة والآخر يراها جائزة، وكذلك في المكياج والسفر للترفيه في الأماكن المليئة بالمنكرات وما شابه، فإذا كانت القيم والمبادئ بين الزوجين متباعدة، قد يؤدي ذلك إلى صدام دائم.
وأيضاً الاختلاف في الخلفيات الاجتماعية: كالعادات والتقاليد المختلفة بين الزوجين قد تخلق فجوة يصعب التعامل معها.
6. عدم النضج العاطفي
قلة الخبرة عند بعض الأزواج الذين يفتقرون إليها في التعامل مع ضغوط الحياة الزوجية تؤدي إلى تصدعها مبكراً.
وكذلك الأنانية، فإذا كان أحد الطرفين يركز على احتياجاته دون مراعاة احتياجات الآخر، فسيؤدي ذلك إلى تدهور العلاقة.
7. المشكلات المرتبطة بالأدوار الزوجية
ظن أحدهما أن حقيقة الحياة الزوجية تكمن في توزيع الأدوار بشكل متساوى!
أو ظن أحدهما أن على الطرف الآخر تحمل العبء الأكبر من المسئوليات، فهذا أو ذاك قد يؤدي إلى الاستياء الشديد وبدء صراع الأدوار مبكراً.
وكذلك اختلاف التوقعات بشأن تضارب الآراء حول دور الزوج أو الزوجة داخل الأسرة قد يسبب خلافات مستمرة.
8. غياب التفاهم العاطفي والتقارب الجسدي.
فعدم التعبير عن الحب، يؤدي إلى وأد العلاقة مبكراً، وعدم الاهتمام بالمدح للمظهر والأفعال يؤدي إلى تراجع العلاقة بشكل سريع.
وكذلك قلة العلاقة الحميمية يؤدي إلى شعور أحد الأطراف بالإهمال مما يساعد في إشعال الموقف في أي لحظة.
9. ضغوط العمل والحياة اليومية
ضيق الوقت الذي يقضيه الزوجان معًا بسبب الالتزامات اليومية قد يؤثر سلبًا على علاقتهما.
والإرهاق المستمر بسبب المسئولية الجديدة في حياتهما يؤدي إلى تقليل الصبر والتحمل في مواجهة التحديات الزوجية.