▫️ كيف استقرّت الحُريّة في المنظومة الفكريّة الغربيّة المُعاصرة؟
- استقرت على الخصوص حين بدأ الصراع بين الدين والربوبيّون والملاحِدة، فحدَث انتقادٌ للدين المُتمثّل في الكنيسة في أوروبا وقوانينها؛ إذ أنّ المنظومة التشريعيّة للدين النّصرانيّ ليست ثابتة وإنّما أُنتِجَت في وقتٍ ما من قِبَل الكنيسة لأغراضٍ خاصةٍ عكس الإسلام.
ومن أسباب نقد الدّين حينذاك: تصرفات رجال الدّين في تعاملهم مع النّاس والحُكّام، ومِن أخطر تصرفات الكنيسة التي أدّت لذلك هو: وضع يدها في يد الحُكّام المُستبدّين فأعطتهم شرعيّة وجعلت أيّ مُعارضة لهم تكون معارضةً للربّ.
-> صارت الحُريّة هي الشّعار الذي يرفعه كلّ من أراد أن يخرُج عن الدّين.
-> وفي الوقت نفسه تطوّر العِلم وتحرّر العقل الأوروبيّ مِن السيطرة الكَنَسيّة التي كانت مُعاديةً للعِلم.
فكلّ تطوّر للعِلم يعني انتقادٌ للكنيسة ومنازعةٌ لها ومُحاولةٌ التخلّص مِن منظومة القوانين الدينيّة كلّها؛ فهذا كلّه استدعى الدّعوة إلى شيءٍ يُعوّض الدّين، فوُجِد العِلم وصار النّاس يتصوّرون أنّه يَحِلّ مَحلّ الدّين ويُجيب عن جميع الأسئلة الوجوديّة (النّزعة العلماويّة).. إلخ.
فجاء مَن أعلى مِن شأن العقل وجعله بديلًا عن الدّين، وأن يُظهر الدّين على أنّه منظومةٌ فكريّةٌ مخالفةٌ للعقل، فوضعت الإنسان في المركز؛ فبدلًا من أن كانت عليه واجبات، أصبحت لديه حقوق ويريد أن يتحرّر من أَسر تلك الواجبات.
• بنائِـيون | #لبنات_الوعي
[الحريّة بين تصورين ج١]