• الحديث الأوّل: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: لَا أَقُولُ لَكُمْ إِلَّا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا". الفوائد: - هذا الحديث قريب من آية: ﴿وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنۡ أَحَدٍ أَبَدࣰا وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ یُزَكِّی مَن یَشَاۤءُۗ وَٱللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمࣱ﴾ ← الإيمان بأنّ الذي يُزكّي النّفوس ويطهِّرها وينمّيها هو ولِيُّها ومولاها الّذي هو ربّ العالمين جلَّ جلاله. ← وأنّ الوسيلة التي ينال الإنسان بها الخير من ربِّه جلَّ جلاله في تزكية نفسه هو: الدُّعاء بالتّزكية، وهو من أهمّ أسباب تحصيلها. - هذا الحديث يُبيِّنُ أهميّة التَّزكية من جهةِ حِرص النّبيّ ﷺ على الدُّعاء بالتّزكية. - ينبغي على الإنسان الصّالح صاحب العبادة والاجتهاد والبذل والسَّبق في الإسلام وصاحب العمل الكبير، وصاحب الدّعوة، وصاحب الشُّهرة في العمل للإسلام؛ أن يظلَّ مُحافظًا على قضيّة الدُّعاء بالتَّزكية؛ أُسوةً برسول الله ﷺ الذي كان يدعو بها، فمن باب أولى من هو دون النَّبيّ ﷺ. - استعاذ رسول الله ﷺ في الدُّعاء من (العجز، والكسل، والجُبن، والبُخل)، وعند تأمُّلِها نجد فيها جزءًا من الأمراض التي تُعيق وتُعطِّل التَّزكية. ← فيحتاج الإنسان إلى أن يتخلّص منها حتّى تكمُل تزكية نفسه. ← كما أنّ التَّزكية تُؤثِّر على الأخلاق؛ وعلى من يُزكِّي نفسه أن يتخلّص من هذه الأمراض. ← بما أنّ هذه الصّفات اختياريّة والنَّبيّ ﷺ دائمًا يُكثر من الاستعاذة منها؛ فهذا دليل على أنّها تُعيق التَّزكية، بعكس لو كانت صِفات قهريّة لا يُمكن للإنسان أن يتخلّص منها. - ما شرعه الله من الأحكام والأعمال، والعمل للدّين ونُصرته، والقيام به وبالتّكاليف؛ لا تستقيم لإنسانٍ غير ذي همّة، ولا يستقيم قيامها لإنسانٍ كسول! والنّبيُّ ﷺ يستعيذ من الكسل كلّ صباحٍ ومساء. • بِنائِـيون | #شرح_المنهاج_من_ميراث_النبوة