كرامة المرأة في الإسلام، وتميُّزها بالعلم..
"إن المرأة المسلمة يجب أن تتعلم، ويجب أن تتهذب، لكن بشرط أن يكون ذلك في دائرة دينها وبأخلاق دينها، وأن الإسلام ضمن لها حقوق الإنسان كاملة، وحاطها من جميع الجهات بما يجبر ضعفها الطبيعي، وأقرّها في أحضان البر والتكرمة بنتًا وزوجًا وأمًّا، وهي أطوارها التي تجتازها في الحياة، وحدد لها الوظيفة التي حددتها لها الفطرة، وهي أشرف الوظائف الإنسانية بل هي الإنسانية في أول مراتبها، وأعطاها من الماديات والمعنويات ما لم تعطها شريعة سماوية ولا قانون وضعي، وألزمها أن تتعلم كما ألزم الرجل أن يتعلم، لأنه سوّى بينهما في التكاليف، والتكاليف لا تؤدَّى إلا بالعلم، وأوجبَ عليهما العشرة، والعشرة لا تصلح إلا على العلم وجعلها مغرسًا للنسل، وغارسةً للخصائص فيه، ومتعهّدةً له بالسقي والإصلاح، وكل هذا لا يتم إلا بالعلم، وإذا كانت تربية النحل والدود تفتقر إلى العلم، فكيف لا تفتقر إليه تربية الإنسان؟ فإذا جهلت المرأة أتعبت الزوج، وأفسدت الأولاد، وأهلكت الأمة".
البشير الإبراهيمي | الآثار ٤/ ٤٩-٥٠