أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه قال الحسن البصري : هانوا عليه فعصوه، ولو عزوا عليه لَعَصَمَهُم.
وإذا هان العبد على الله لم يُكْرِمْهُ أحدٌ ، كما قال الله تعالى: ﴿وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمْ [الحج: ۱۸] ، وإن عظمهم الناس في الظاهر لحاجتهم إليهم أو خوفاً من شرهم ؛ فهم في قلوبهم أحقر شيء وأهونه .
أنَّ العبد لا يزال يرتكب الذنب حتى يهون عليه ويَصْغُرَ في قلبه؛ وذلك علامة الهلاكِ، فإنَّ الذنب كُلَّما صَغُرَ في عين العبدِ عَظُمَ عند الله . عن ابن مسعودٍ ؛ قَالَ ﷺ : «إِنَّ المُؤمِنَ يرى ذُنُوبَهُ كأَنه في أصل جبل يخافُ أن يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذِّبَابٍ وقع على أنفه، فقال به هكذا، فطار»