إنّ مصيبة الكثيرين في هذه الحياة هي إحساسهم بالوحشة، وعدم النصير بل وعدم الأنيس.. فإنّ من الصعب أنْ يعيش الإنسان من دون ركن يركن إليه، وحتى الذي يعيش مع أنيس بشري فإنّه سيفقده يوماً ما إمّا: بالخلاف في هذه الحياة، أو بالموت الذي لا بد منه!..
فلمَ لا نبحث عن أنيس لا يفقده الإنسان إلى أبد الآبدين؟..
إن مقام الصِديقة الزهراء (عليها السلام) مقامٌ لا يعرفهُ إلا أبوها رسول الله (صلى الله عليه واله)..
فالنَبي (صلى الله عليه واله) ما أبدى أشواقهُ إلى مخلوقٍ كَما أبدى شَوقَهُ إلى حبيبتهِ فاطمة (عليها السلام)، لا من منطلق أنّها ابنته، فرسول الله (صلى الله عليه واله) ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى﴾، لذا عندما يقول: (فِداها أبوها)، و(أُمُ أبيها) فهو (صلى الله عليه واله) يعني ما يقول..
إن حُب الزهراءِ (عليها السلام) من علامات الإيمان، ولكن ليس الحُب المُتعارف؛ بل الحُب العميق!.. ولهذا المؤمن الذي لَهُ ولاءٌ فاطمي، يتمنى أن يُرزَقَ بابنة ليُسميها "فاطمة"، حتى كُلما رآها ونادها باسمها يتذكر تلك السَيدة الجليلة!. . وغنيٌ عن القَول أنَّ من سَمى ابنتَهُ بهذا الاسم، عليهِ أن يراعي ويجلّ ويحترم هذهِ التسمية؛ كرامةً لتلك المرأة التي قيل في حقها: "المجهولة قدراً، والمخفية قبراً"!..
▪أعظم الله أجرك يا بقية الله الاعظم بهذا المصاب الجلل ...
🥀الارتباط بفاطمة الزهراء (عليها السلام)🥀
إن الذي يُريد أن يَعلم مدى تميزهِ في الإيمان، وارتباطه بأئمةِ أهل البيت (عليهم السلام)؛ فلينظر إلى قَلبِهِ، وما يحمِلهُ من الحُب لفاطمة (عليها السلام)..
فالبعضُ لَهُ حُبٌّ للزهراء بالمعنى المُتعارف؛ أي لأنها أُم الحَسنين، وزوجة أمير المؤمنين، وبنتِ رسول الله (صلى الله عليه واله)..
ولكن هناك من يهتَز قَلبُه عندما يَصِلُ إلى ذكرِ فاطمة، وعند الاستماع إلى ما جرى عليها منَ المصائبِ بعدَ وفاةِ أبيها، وما يُنقَل من فضائِلِها: حُزناً وشَوقاً في موضعه، وتأثُراً بمواعظها وكلماتِها وخطبها في موضعه.
إن المفهوم الإسلامي الصحيح للسعادة، هو الوصول إلى رضوان الله تعالى، بتحقيق هدف الخلقة والوجود، ألا وهو العبودية الحقة لله تعالى، حيث يقول تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}؛ وليست هي في الآمال المتفرقة، المشتتة للذهن، والباعثة على الحسرة..
أن التعلق و الأنس بما دون الخالق له علاقة عكسية بالأنس بمصدر الأنس فى الوجود..
اذ كلما انس الإنسان مع الغافلين، فانه سيسلب منه لذة الإحساس باللقاء الإلهي..
ومن أنس مجالس البطالين، كيف يتوقع ان تفتح له أبواب الورود على بساط سلطان السلاطين. ─┅ـ❈✺❈ـ┅─ ✨خدمة روائع ✨ 🌴الشيخ حبيب الكاظمي🌴 ☀️السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ اللهِ☀️ https://t.center/BAQIAT
إن البعض لا يكاد يبالي بالمستحبات الواردة في الشريعة، وكأنها أمور هامشية لا ترتبط بحركة الحياة، والحال أن هذه الأعمال دخيلة في تصفية الذات، من خلال التوجه إلى مصدر كل فيض في الوجود، وحملها على مخالفة الشهوة التي لا تنتهي عند حد، وبالتالي شحذ عنصر الإرادة، ذلك العنصر الذي بفقدانه فقد الكثيرون سيطرتهم على زمام أمورهم، فأوقعهم -رغما عنهم- في دوامات من التيه والتخبط.
إنّ الشريعة الخاتمة تربط دائما بين البعد الفردي للعبادة وبين البعد الاجتماعي لها، فلا يريد منا أنْ نعيش حالة الرهبانية والصومعة، بل يريد منا أنْ نعيش حالة العبودية الجامعة، ومنها الاهتمام بأمور المسلمين، سواء في طعامهم المعنوي (إرشادا وهداية) أو طعامهم المادي (إفطارا للصائمين)..