View in Telegram
مقال يوسف عزيزي👆في العدد ال ٧٥ (نوفمبر ٢٠٢٤ ) لمجلة كل العرب الصادرة في باريس : هل قدرنا أن نكون ضحايا الدولة القومية الفارسية؟ يوسف عزيزي أقيمت الدولة القومية الفارسية أو ما تعرف بالدولة- الأمة الإيرانية على جثث وأشلاء ودماء الأحوازيين والبلوش والكرد والأذريين والتركمان في الربع الأول من القرن العشرين، وكان قائد المذابح التي استهدفت العرب أكثر من غيرهم، هو الشاه رضا بهلوي مدعوما بقوى أجنبية فاعلة على المستوى الدولي آنذاك. وقد شاركت الشعوب غير الفارسية في إسقاط النظام الشاهنشاهي البهلوي وقدمت الضحايا من أجل حريتها وحقوقها المغصوبة، غير أن رجال الدين – وعلى رأسهم الخميني- نقضوا وعودهم لهذه الشعوب، بل وغدروا بهم وأقاموا نظاما استبداديا لايقل ظلما واضطهادا من النظام السابق. ومن المضحك المبكي أن الذين أسقطتهم الجماهير في ثورتها العام ١٩٧٩ أصبحوا الآن يعارضون النظام الديني ويحضرون أجهزة الأمن الملكي – السافاك – وبقايا الجنرالات كي يخلفوا نظام الملالي في إيران. لا شك أن شعبنا العربي الأحوازي سيقف بالمرصاد لكل المشاريع التي تنوي إيصال رضا بهلوي والشوفينيين التابعين له إلى السلطة في إيران لأن شعبنا لم ينس المجازر التي ارتكبت بحقه في عهد جده الشاه رضا بهلوي ومشاريع القمع والتفريس وبناء المستوطنات الفارسية ومحو هويته العربية في عهد والده الشاه محمد رضا بهلوي. ومن الممكن أن تؤدي الضغوط الاقتصادية والضربات العسكرية الآتية من الخارج إلى إضعاف نظام الجمهورية الإسلامية، بل ومن المحتمل تغييره، وفي مثل هذه الحالة سيرفض شعبنا محاولات بعض الدول الإقليمية لإعادة أي حالة تقيأها قبل ٤٥ عاما، وسيقف إلى جانب القوى التقدمية والديموقراطية والشعوب الأخرى التي تنوي الخلاص من نير الاستبداد والاستعمار والشوفينية المزمنة في إيران. ولهذا الغرض ينبغي هدم الدولة- الأمة الإيرانية القائمة على اللغة الواحدة والشعب الواحد والعرق الواحد وبناء دولة ديموقراطية تؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها.
Telegram Center
Telegram Center
Channel