لمَ البِنــاء؟🌿
هذا سؤال حينما رأيته؛ ذكرت نعم الله ﷻ علينا التي لا يمكن إحصاؤها، وليت شعري كيف لي أن أحصيها، فإن كانت النعم الدنيوية لا تحصى بحال، فكيف بنعم أجل وأعظم وأخلد وأبقى -إن شُكرت-، تدرك بها حقيقة هذه الدنيا وترجو بها -افتقارًا وطمعا- رضى الله يوم حسابٍ، وأن تكون في زمرة أمة نبيك ﷺ، تسير خلفه، تبيض وجهه الكريم إن وفقك الله لهذا الاصطفاء، فكل ما يقود لهذا الضياء لحقيق أن يكون أجل نعمة، فكان منها هذا البناء، والحمدلله رب العالمين.
و من نعم المولىٰ علينا فيه:
- تفعيل العلم:
التذكير الدائم والعملي باستحضار غاية ما أنت فيه، وما تتعلمه، وضرورة تفعيله في الواقع، وضرورة تفعيله في يومك وفكرك، بل وشعورك، ونظرتك، أولوياتك ويتأتىٰ هذا تدريجيا بفضل الله.
- البناء العلميالمنهجي:
اسوأ ما قد يعتري الإنسان أنّه يريد أن يسلك ولا يدري من أين وبأي ترتيب وبأي شيء، وماذا أفعل، هذا سؤال هنا يُسد تماما، فإذا هرولت نفسك تحدثك بهذا وهذا، تجد شيئا يخبرك صبرًا سيحين وقته، ركز بخطوتك الآن، واعطه جهدك، وما تريد آت، ولا تكثر الالتفات، وهذا والله ضروري، البناء بعون من الله متكامل فارعِه، وابذل به، ولا تدخر فيه جهدًا.
- معرفة دورك وخارطة ثغرك:
وهذا الشيء لا يحصل في البدايات عادة، أو على الأقل لم يحدث معي، وبفضل الله في السنوات الأخيرة من البرنامج يكون لديك وضوح في هذا الجانب وأين أنت من أمتك، ويزداد وضوحا شديدا في الآواخر، فإن سعيت بداية واجتهدت فأبشر بخير شيء.
- تجاوز كثير من الضوائق النفسية:
المواد التزكوية والتربية على الوحي والعناية بها في البرنامج لها أثر كبير كبير بهذا الجانب، بالإضافة لرؤية النماذج من حولك، بالإضافة إلى ترفعك عن كثير مما يكون الآن محل هم لك، غدًا لن تجد هذا الهم كما كان أبدا، قد ينعدم، وإن لم يحدث يتضاءل كثيرًا بعون الله، بالإضافة إلى البيئة التي توضع بها.
- إيجاد الرفقة الصالحة، والنماذج ذات الهمم:
قد يكون من أشد ما يعاني من يريد الاستقامة اليوم، البيئة والصحبة وغير ذلك، خاصة في وسطي ويوجد من أشد منّي، وخاصّة أني كنت زمان لست ممن يعتقد ضرورة الصحبة، ولكن ليس الخبر كالمعاينة، فالآن أعجز عن وصف دورهم وأثرهم عليّ، وأثر هذه التفاعلية النيرة بالخير والعامرة بالإحسان والودّ، ولكن الله ألّف بينهم والحمد لله رب العالمين، وصحبة البناء هذه نعمة تفرد وحدها وربي، جزاهم الله خير الجزاء، وفي رفقتهم العطاء والنفع والمشاركات والعون والشد على يديك وصدق النصح، والله هذا باب لا يُحصى.
- روح الحماس والتعاون والألفة ومزيد اكتشاف وتعلم:
وهنا البرامج الصغيرة الملحقة وهنا أيام الملتقى هذه أيام تعايش لا تُحكى.
- بوابة القــرآن:
سُكب دمعي، وعجز لساني..
الحمدلله الذي يسر على رح منه وفضل بغير علم ولا إدراك، والله لو لم يكن من هذا البرنامج شيء غير ما وجد في قسم القرآن لما أراد شيء آخر ولكفى بها.
يا الله هنا أعظم ما يوهب المرء، الحمدلله.
يوم سجلت؛ لم أكن أعي ولا يخطر على بالي شيء من شيء من هذا، ولا مبالغة في هذا، أذكر قول الشيخ في اللقاء التعريفي فيما معناه، إن استطلت مدة البرنامج وقولت أربع سنوات، فانظر كم أربع سنوات من عمرك مضت، وعلى عجل، فالأيام تمضي والمهم كيف وكلها تمر، وعند الصباح يحمد القوم السرى.
- حتى تحمد السرىٰ:
يا من سيلتحق ويا من بالفعل في خضم هذا النعيم، قد توجد المشقة؟ ليس قد، بل توجد المشقة، لكن لا شيء يعادل مرارة إفلات بعض المواد منك، يوم يقترب التخرج تذكرها بالاسم في نفسك، وكذلك يوم تنظر فتقول الحمدلله على تمام هذا النعمة، واكتمال النفع بفضل الله، وتجد توظيف ما تعلمت بخدمة الأمة التي أنت منها ومنك، لا يكدر عليك شيء من تفريط، المراجعة جزء منك، فتدارك دومًا، قبل النهاية.
هذا البرنامج والقائمون عليه بارك الله فيهم من أحرص الناس عليك -بشرط حرصك أنت على نفسك- فخذ منهم، وجد، واحضر اللقاءات، واستعن بربك الذي يسر لك، وهذا التيسير ليس فضل من واجبك تعطيه بقايا أسبوع استدراكي قبل الاختبار تلملم به شتات المواد، قد يحدث في فترة لكن لا يجب أن يكون ديدنك هذا، هنا مشكلة، ستندم أنت وحدك عليها، فاشكر نعم الله واصبر، والحمدلله إدارة هذا البرنامج لم أر مثلها في تعاهد المراجعات وإعطاء الفرص وتعزيز معنى الأمة الواحدة، فشكر الله لهم، وأخلص أعمالهم وثبتهم، وهداهم بهديه، وأوردهم حوض نبيه، وجعلنا في موازينهم يوم القيامة، وأقر أعينهم.
أشياء من بحر البناء، ولا يزال في النفس الكثير خشية مزيد إطالة، نتبعها لاحقا.
طالبة من دفعة الأمل
#لم_البناء
#عطاء_البناء_المنهجي