أنا إنسانٌ هادئٌ، ظاهريًّا على الأقل، لكني داخليًّا في حركةٍ دائمةٍ وصخبٍ مستمرٍ. أرحب أحيانًا ببعض الحماقة، الجنون الذي لا يراه الناس وهو متخفًّ خلف ثوب الوقار، ذلك الاندفاع الحر الذي يشعر به متسلق الجبال فور وصوله إلى القمة بعد جهدٍ مضنٍ، وهو يهوي إلى القاع في ثوانٍ معدوداتٍ.
دائما أفكر في سير هذه الحياة، أيحب أن يخوضها الإنسان بالطريق الممهدة التي يسلكها عامة الناس، أم يسلك الوديان المليئة بالشراك والمخاطر والمغامرات؟ تلك الحبكة الدرامية التي تصل بالشعور إلى أقصاه، بينما يسود الملل والضجر ما بقي من الرواية.
الإنسان كائنٌ غريبٌ وأحمقٌ عمومًا، أسير الرغبة والاشتهاء والمغامرة والحماسة الطاغية، لا يتعلم من أخطائه مهما كثُرت، مندفعٌ بالفضول رغم وعيه بضريبة المجهول. ربما هذا التمرد الذي يبعده عن مصاف الملائكة، النقص العاجز عن الكمال لفطرته المتغلبة على الاكتشاف، ذلك التأرجح الدائم بين ثنائية الخير والشر.