▫️العدوى كما تصيب الجسد تصيب الروح، وعدوى الروح تمثِّل خطرًا كبيرًا على من أصيب بها، كما أنها تشكِّل خطرًا أكبر على المجتمع وخصوصًا عندما يقلُّ العلم والفهم ويضعف الإيمان.
▫️وهذه العدوى لا تصيب الأرواح إلا عنـدما يكـون عنـدها استعداد وتهيؤ وقابلية لذلك.
▫️وقد ظهرت تلك العدوى جليًّا في بني إسرائيل الذين شاهدوا معجزات حسية عديدة كان آخرها نجاتهم من فرعون وجنوده، من خلال تحويل الماء لهم إلى يابسة، ثم إغراق فرعون ومن معه أمام أعينهم، ثم بعد كل هذه المعجزات يطلبون ما توارثوه عن الأجيال قبلهم ويقعون في مرض العدوى: {قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ}.
▫️لقد عاقب المولى سبحانه وتعالى بني إسرائيل وكثيرًا من الأمم عقوبة شديدة بسبب إصرارهم على تعطيل عقولهم ونسيان ما هم فيه من النعم فبقوا في التيه أربعين سنة ثم رحمهم بعد ذلك فمنَّ عليهم بالسلوى وبالغمام والنعم الكثيرة ولكن ما زالت العدوى (عدوى الأرواح) سارية في قلوبهم وعقولهم :
{وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْـمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}.
▫️ثم سار موسى عليه الصلاة والسلام إلى طور سيناء ليأتيهم بالتوراة فاتخذوا العجل وطلبوا منه أن يروا الله جهرة : { وَإذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ}.