أخذتُه كمَا تمنَّيت!
العالم من حولِي لا يُشبهني، لا يُناسب قلبي الصغير، لا أنتمِي له، لا أعرِفه ولا يعرفني،
كنتُ دائمًا أتطلَّع وأتمنى ما أراهُ سيُسعدني، يُشبهني، ينتشلني من ذلك العالم، وتلك الزاوية التي أكرهها ولا أستطِيع تغييرها!
كان أملِي يُصاحبني ويخبرني بأن أُكمل البحث والإنتظار حتى يأتيني مَن أرتضيه وأسكُن عالمه، مَن يُغيِّرني ويكُون أحن عليَّ مِن رِمش العَين.
رأيته في أحلامي مرة، وأتمنَّاه مرَّة، وأتنهَّدُ شوقًا إليه مرة، وأتخيَّله حولي مرة.. هكذا كُنت أُمَرِّرُ أيامي وأنتظِره!
كان كُل مَن حولي يرانِي-مجنُونة-بعض الشئ عندما أرفضُ أحدهم، أو أخبرهم بما أُريد، ويتهامسُون مرَّة ويصرخون في وجهي مرة.. كيفَ يأتي رجل بكُل تلك المواصفات التي تُريدينها؟ من أينَ يأتي هذا؟
لكنِّي ما فقدتُّ الأمل أبدًا، ولا زارنِي اليأس في ليلَة، ولا شككتُ في قدرة الله قط!
كنت أتمسَّك أكثرُ بما أريد، مُوقنَة أن الله سيرزُقني بما يليقُ بي، وبصبرِي الطويل، وبـ قلبي الذي أهلكته السنِين وخذلَه كل من قاربَ منه!
والآن!
أُحدثكم وأنا بجانب ذلك الرَّجل الذي مَنَّ الله عليَّ به، ويحمل من الصفات ما كنت أتمناها ومالا أتمناها وأفضلُ بكثير، كلما نظرتُ إليه سبَّحت الله في قلبي وشكرته على تلك النّعمة الجميلة، وكُل ذلك الحُب الذي يحملهُ لي في قلبه وأفعاله.
أنا مَن كان الجميع يسخرُون من أحلامها ويُخبرونها بأن تخفض من سقف أحلامها حتى لا يكسِر السقف رأسها أو قلبها، تحملُ دعواتها وتراها بين يديها واقعًا تحضتنها وما عادت حُلمًا!
وجزاءُ حسن الظَّن بالله والصبر،
كان ذلك الرَّجل الذي رسمته وفصَّلته في مخيّلتي، أخذته كما تمنَّيت.