سرتُ باتجاهِ  بُستانِ الزيتُون أو كما أنعتهُ حقلُ الخرزاتِ الخُضر، بعدما تناولتُ بيدي المعروقةِ كوبَ الشّاي و ضممتُه بينَ كفّاي و بِخُطى أثقلتهَا الكهولةُ أتجهتُ إلى شجرتي المفضلّة، المكللّة بأوراقِ الزّيتون الرّفيعة التّي تدلُّ على أنفةِ و كبرياءِ أصولِها، و حُبيباتُها المصتفّة بترَاصُفٍ بينَ أغصانِها مثلَ اصتفاف ذرّاتٍ في مداراتِها. رُغم كهولتي و تثاقُل الخطى ،انحيتُ لأجلسَ تحتَ فَيئِها ذو النّسمات الباردة التّي تشبعُ روحي شباباً و تجدّداً ، أقصُّ لأوراقها المنصِتة لكُلِّ حرفٍ أقولهُ عن مدى جمالِها و أعيدُ لذاكرتنا نشوة شبابها فتحادثنني بحفيفِ أوراقيها و تُشاركني حنينَ الذكريات و دفئها،إنّها صديقتي الصامتة شجرة الّزيتون .🫛 #البَتُول