View in Telegram
رأيتُ في منامي أحدهم يهاتفني ويقول:"هناك أسرة تحمل اسم ....، نازحة وتُقيم في إحدى أزقة وسط قطاع غزة، عددهم أقل من 10 أشخاص، اذهبي إليهم قبل أذان المغرب وخذي معك طرداً غذائيا"، وخلال حديثه معي كنت أمشي في أزقة أعرفها في الحقيقة، وكأنني أُساق إليهم بعلامات واضحة بيّنة، وقد وقع في نفسي اسم الزيتون.. انتهى المنام.. استيقظتُ صباحاً وذهبتُ لذات المكان الذي رأيتُه في المنام، وسألتُ هناك عن مواصفات هذه العائلة ليدُلني أحدهم عليهم بنفس المعلومات التي قيلت لي في الرؤية وبدون أي نقصان، كما أنهم يسكنون في دكان صغير.. سردتُ المنام على من هاتفني في الرؤية، وقد كان من إحدى البلاد، فإذا به يعزم على تنفيذ ما جاء في المنام.. كنتُ أعلم يقيناً أن شراء مواد غذائية أمر مستحيل، فلا يوجد أي شيء في الاسواق، لكنني جربتُ الذهاب علّي أجد ما يسدّ الجوع والرمق، وما إن وصلتُ حتى رأيتُ ثلاث عربات كلٌ منها يعرض المواد الغذائية الأساسية المقطوعة أصلاً، وبذهول كبير وبدون أي تردد توجهتُ نحوها واشتريتُ كل شيء، وعدتُ مسرعة أُسابق الوقت لأصل إليهم قبل أذان المغرب، وبالفعل وصلتُ تماماً مع أول تكبيرة للأذان.. دخلتُ الدكان الذي به العائلة، رأيت أمّاً مُقعدة قد بُترت ساقيها في أول الحرب، وحولها أبناءها، وعندما سألتهم عن والدهم أجابوني أنه بقي في الشمال وقد انقطعت أخباره عنهم .. عجبتُ لحالهم ومن يقوم على أمورهم، خاصة وأنهم لا زالوا صغاراً، فاجابتني ابنتها: "والدي في آخر مكالمة قال لنا تركتكم في ودائع الرحمن".. أجل تركهم في ودائع الرحمن، فمن ذا الذي يضيع وهو في كنف الرحمن الرحيم وفي ودائعه؟ يقول لي أحد أبناءها: "في كل يوم يمر بائع العصير المثلج، إنه يكفل أيتاماً ليسو بأبناءه، وأمي تبقى تدفعنا لشراء العصير منه لأجل أولئك الأيتام"! يا الله .. ليسو سوى أطفالاً وأمهم المقعدة في دكان صغير بين أزقة في مدينة مدمرة.. ساق الله لهم جنوده من بلاد حالت بيننا وبينهم الحدود والسدود، ليمشوا في قضاء حاجتهم وهم الذين لم يُظهروا حاجتهم إلا لوجهه الكريم.. بل إن أمهم كانت تقول لي: "أنا يقيني بالله كبير أنه ما رح يضيعنا أبداً".. وعندما انتهت زيارتي لهم هَمَمْتُ بالخروج، وإذ بي أسمعها تقول: "جاي ع بالي زيتون"، فتذكرتُ الرؤية وأن هذا الاسم قد ذُكِر فيها.. المفاجأة ليست هنا .. بل إنها في عودتي للسوق لشراء الزيتون، لم أجد أي عربة من تلك العربات الثلاث، وكلما سألت أحدهم أين الذين كانوا هنا بالأمس يبيعون الأرز والزيت والسكر؟! تعجبوا من سؤالي وقالوا لي: "لا يوجد أي أحد يبيع هذه المواد، بل إنها مقطوعة تماماً"! اشتريتُ الزيتون وعُدتُ إليهم، وأنا على يقين بأن هذه الأسرة بينها وبين الله شيء عظيم.. لقد تذكرتُ سيدنا يوسف عليه السلام كيف فرّج الله عنه برؤية .. هذا هو العوض الجميل الذي لا يضاهيه في رحبه شيء.. لأنه من الله 🤍 والله ذو الفضل العظيم منقول
Telegram Center
Telegram Center
Channel