لا بد أن يكون للإنسان لهَجٌ بالاستعاذة من الكبر؛ لأن مثل مثقال الذرة منه حاجبٌ عن الجنة، نسأل الله العافية!
يقول سيدنا أبو القاسم ﷺ : " لا يدخل الجنةَ مَن كان في قلبه مثقالُ ذرةٍ من كِبر ".
وهو مرض يتلون ويتخذ له وجوها كثيرة، وأصباغًا مختلفة، ويتدسس مستخفيًا إلى أغمض ما في النفس، ولربما احتج واجتهد في حشد الأدلة، شأنَ إبليس!
ولا نجاة إلا بالفرار إلى الله تعالى والتضلع من ذلة الضراعة واقتفاء أثر السيد المصطفى والخليل المُقَدَّم ﷺ في أحواله وشمائله وغضبه ورضاه وكلامه وسكوته..
وأنت واجدٌ فيه ﷺ مع جلالة القدر وتقدمه العالمين بأبي هو وأمي ﷺ =تمام فقره لله، ولياذه به، وفراره إليه، وخلوصه من كل ما يضاد العبودية، فلا ينتصر لنفسه وهو هو، ولو فعل لكان انتصاره حقًّا، ولكن تجرد فكان غضبه لله، وفرحه بالله، ونطقه لله، وصمته لله، وعفوه لله، وعطاؤه لله، لا ينشغل بنفسه ولا يجعلها حجابًا بين الناس وبين ربهم أبدا!
وانظر في تلقيه وقبوله إسلام من آذوه وعاندوه وحاربوه، كسيدنا خالد، أو سيدنا عمرو، أو سيدنا أبي سفيان، رضي الله عنهم، تلقاه بأحسن التلقي، غير لائمٍ ولا مثرِّب، ولا معاتب!
لأن شغله في هدايتهم ووصولهم إلى الله تعالى وحده، وليس شغله بنفسه عليه صلوات الله وسلامه، فهو عبد الله ورسوله حقا وصدقًا ﷺ