Forwarded from 📚قناة د. محمد باذيب📝 (Mohammed Badhib د. محمد باذيب دكتوراة أصول دين. مهتم بالمخطوطات والتراث)
⚘️فائدة عظيمة في زمن الفتن..
كان الأستاذ الشيخ محمد عوامة حفظه الله يوصينا بقراءة قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ بعد قراءة الفاتحة من الركعة الثالثة من صلاة المغرب.
وقال: هذا روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقد خرجته في مسند عمر بن عبد العزيز.
قال: وكنت سمعته من شيخنا الشيخ عبدالله سراج الدين رحمه الله.
وقال حفظه الله: كنا نوصي العامة بقراءة هذه الآية حفظا لعقائدهم من الزيغ بجهلهم، واليوم أوصي بقراءتها طلبة العلم حفظاً لعقائدهم من الزيغ بعلمهم!
وأخبرني الأخ الشيخ أحمد عز الدين الويسي، فقال: كان شيخنا الشيخ عبدالله سراج الدين رحمه الله تعالى يكثر من إيصائنا بقراءتها بعد فاتحة الركعة الثالثة من صلاة المغرب، ويقول: "خذوها صديقية، تصح على مذهبي الشافعية والحنفية".
⚘️وقراءة الصديق رضي الله عنه لهذه الآية في زمن الردة تدل على فقهه العميق، وخوفه من الفتن التي عصفت بالناس بعد انتقال النبيﷺ إلى الرفيق الأعلى..
فقد قال أبو عبد الله الصنابحي: قدمت المدينة في خلافة أبي بكرٍ الصديق، فصليت وراءه المغرب، فقرأ في الركعتين الأوليين بأم القرآن وسورة من قصار المفصل، ثم قام في الثالثة، فدنوت منه، حتى أن ثيابي لتكاد أن تمس ثيابه، فسمعته قرأ بأم القرآن، وبهذه الآية: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}
قال الشيخ الطاهر ابن عاشور:
"وكان قدوم أبي عبد الله الصنابحي المدينة عقب وفاة رسول الله ﷺ بخمسة أيام، فصادفته في مدة إقامته حوادث ارتداد فريق من العرب، فكانت قراءة الصديق، تلك الآية في الركعة الأخيرة من المغرب دعاء، كالقنوت من شدة عظمة ارتداد العرب في نفسه، وكيف زاغت قلوبهم بعد أن اهتدوا، فكان من تلك العظة خائفًا من الزيع، فالتجأ إلى الله بالدعاء بالنجاة منه".
أ.د.عبدالسميع الأنيس