لقد فرّطنا في كثير من العادات والتقاليد الاجتماعية الصحيحة التي لا تُخالف شرعاً؛ بحجّة الثورة على المألوف، والقيام بالتصحيح المجتمعي...
ثم ولجت إلينا أعراف العولمة، وتقاليد الأمركة، واستقبلناها وأضفينا عليها التعارف الإنساني؛ فضاعت أعرافنا وتقاليدنا، واعتبرنا من يُخالفنا يُغرّد في سربٍ خاص !!
وإن من نافلة القول أن معطيات " الواقع الغربي" - تحديداً - باتت تؤثر علينا في كثير من أنماط حياتنا الاجتماعية، وطُرق تعاملاتنا الاقتصادية..
كان المفكر المصري عبد الوهاب المسيري - رحمه الله - يقول: " أعياد الميلاد تحولت إلى هجمة سلعية حقيقية ، وكذا عيد الأم ، وبدأ المسوّقون يخلقون مناسبات سلعيّة جديدة".
......
من منّا من يعرف كثيراً من العادات الصينية والهندية واليابانية (المشرقية)؟!
يندر أن نجد طقوسهم وأعيادهم قد تسلّلت لمجتمعاتنا إلا لماماً؛ فيما نرى أنّ "الغزو الغربي الفكري/الرأسمالي" يجتاح منطقتنا العربية والإسلامية أكثر من غيرها، ونحن نتفانى في الإمساك بتقاليدهم؛ وهي طريقة المغلوب المولع بتقليد غالبه، فيما هم في المقابل لا نراهم أصلاً يعرفون الكثير من تقاليدنا الجميلة والرائعة..
لو انقلبت الأحوال وبات (الهنود) في صدارة الأمم، وأمسكوا بدفّة نظام العالم كما الغرب اليوم، فستكون عدّة قضايا من طقوسهم يومئذ محطّة نقاش، وطريقة حوار، فإذا كنّا لا نأبه لكثير من عاداتهم وأعيادهم الآن؛ ونعدّها خرافات وخزعبلات في واقعهم، فسنجد تسويغات واسعة لاجترار ما لديهم من منظومات فكرية، مع المسوح الإسلامية، دعك من القابلية النفسية لكل ما هو هندي، ويُحاول بعض الطيبين اعتبار المغايرين للفكر الهندي من المتشددين في نظراتهم...
لا أُمانع أن يكون عند الهنود والصينيين واليابانيين عادات جميلة ومشروعة لو أخذناها منهم حالاً لما كان في ذلك من بأس فالحكمة ضالة المؤمن، غير أنّ كثيراً مما يرتبط بأجندتهم الفكرية له مساس بخرافات فهل سنقبلها؟!
فكيف إذا طغت الحياة الفكرية الهندية على العالم بعُجرها وبُجرها وصرنا في هذه الكوننة نتلقى دون قلى..!!
نحن بحاجة لأن نتعرف على هويتنا قبل أن نتعرف على هوية غيرنا..
وأن نحيي عادتنا وتقاليدنا الجميلة قبل أن نتعرف على عادات غيرنا..
https://t.center/aquds