View in Telegram
من الأحكام التي ينبغي لعموم الناس العناية بها الوضوء والتطهر قبل الصلاة؛ فإن التقصير في ذلك له تأثير سيء على قراءة الإمام في صلاته. في مسند الإمام أحمد بسندٍ جيد عن رَجُلٍ مِن أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الفَجْرَ، فقَرَأَ فيهما بالرُّومِ، فالتَبَسَ عليه في القِراءةِ، فلمَّا صلَّى قال: ما بالُ رِجالٍ يَحضُرونَ معنا الصَّلاةَ بغَيرِ طُهورٍ؟! أولئك الذين يَلبِسونَ علينا صَلاتَنا، مَن شَهِدَ معنا الصَّلاةَ، فلْيُحسِنِ الطُّهورَ. قال العلامة الطيبي: " وفيه إشارة إلى أن السنن والآداب مكملات للواجب، يرجى بركتها، وفي فقدانها سد باب الفتوحات الغيبية، وإن بركتها تسري إلى الغير، كما أن التقصير فيها يتعدى إلى حرمان الغير. تأمل أيها الناظر: إذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتأثر من مثل تلك الهيئة، فكيف بالغير من صحبة أهل البدعة؟! أعاذنا الله، ورزقنا صحبة الصالحين". وقال الحافظ ابن كثير في آخر تفسير سورة الروم: " وهذا إسناد حسن ومتن حسن، وفيه سر عجيب ونبأ غريب، وهو أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تأثّر بنقصان وضوء من ائتمّ به، فدلّ ذلك أن صلاة المأموم متعلّقة بصلاة الإمام". وقال في موطن آخر : "فدل هذا على أن إكمال الطهارة يسهل القيام في العبادة، ويعين على إتمامها وإكمالها والقيام بمشروعاتها".
Telegram Center
Telegram Center
Channel