كانت أكثر العبارات قربًا إلى قلبي حين يُقال لي: "عقلك أكبر من سنك". كنت أستقبلها بشعور غامر من الفخر، وكأنها شهادة تميز تجعلني مختلفة عن الآخرين. كنت أتباهى بها، وأشعر أنني أكبر من عمري بوعي يفوق توقعات من حولي.
لكن مع مرور الوقت، أدركت أن هذا "النضج المبكر" كان أثقل مما تخيلت. أدركت أن الخطأ الأكبر لم يكن في تلقي تلك العبارة، بل في أنني لم أسمح لنفسي بأن أعيش طفولتي كما يليق بها. قضيت سنواتي الصغيرة منشغلة بأسئلة تتجاوز قدرتي على الفهم، محاولات بحث عن أجوبة لم يكن يجب أن تكون محور اهتمامي.
نضجت قبل أواني، فتحت أبوابًا لوعي مبكر أثقل كاهلي، حتى أصبحت أفكاري واهتماماتي، بل وحتى همومي، أكبر من قدرتي على التحمل. ومع مرور السنوات، اكتشفت أن هذا الحمل المبكر جعلني أفقد شيئًا ثمينًا: براءة العيش بلا حساب، وحرية أن أكون مجرد طفلة تعيش اللحظة دون قيود أو ثقل الإدراك. ولكن عندما اتبعتُ فضولي ظللتُ طريقَ طفولتي ؟..