#من_رسائلكم
السلام عليكم..
لا كذَب من قال: لا تَقرَب أي شيء اِستنكرَته فطرتُك السّليمة.
في البداية أعتقد أن من أوائل الأنميات المشهورة التي شاهدتها عام 2017 بعمر 12، كان أنمي موسيقي مشهور يدعى "كذبتك في أبريل"، فمن شاهده من قبل يعلم أنه تكاد لا تخلو حلقة واحدة فيه من الموسيقى والمعازف، أتذكر أني وقتها كنت أشاهد الحلقات بلا صوت، كنت فقط أقرأ ولا أسمع شيئًا حتى أنهيته تمامًا، اِستنكرت الجانب الموسيقي تمامًا الذي كُلّي يعلم بأنه حرام، وبعدها رُشح لي أنمي آخر كذلك مشهور مليء بالكفر والشركيات، "مذكرة الموت"، وأتذكر كرهي واِمتعاضي لفكرة الشينيغامي، فكَّرتُ وقتها أليس هذا كفرًا وشركًا؟ كيف يُرشح لي الناس مثل هذه الأشياء؟ وأتذكر تمامًا ذهابي للتعليقات لرؤية إذا ما غضب أحدٌ مثلي من تلك الفكرة أو اِستنكرها أو نبّه غيره وطلب عدم مشاهدة مثل هذه الأعمال، وصدمت حينما فعلت، فما كانت كلها إلا تعليقات تطبيلٍ ومقارنةٍ بأنه أفضل من أنميات أخرى، ومدحٍ لذكاء "لايت" و "إل"، وكذلك مقارنة أخرى غبية بينهما متناسين أنهما شخصيات روائية يحدد الكاتب مجرى الأحداث لتبدو ذكية، ومشاكل وسب وشتم بل وتعارف واِختلاط وغيره... وجدت كل أنواع التعليقات ولم أجد تعليقًا واحدًا ينبّه منه، يحذر منه، ولا أحد يستنكر فكرة الكفر الصريحة فيه، ظننت ربما المشكلة فيّ، ربما أنا من اِتخذت الموضوع بحزم شديد، وللأسف هذا فتح لي أبوابًا لأنميات أخرى مليئةٍ بالشرك والكفر والفسوق بعدها.
وجلست أستمتع بها بل ويحزنني والله أني لم أنتبه لوجود الشرك فيها إلا من صفحاتكم، ووللأسف هذا أيضَا فتح لي باب الدخول لمسلسلاتٍ وأفلامٍ كلها شرك وكفر وفِسق، ووالله لولا رحمة القادِر لربما كان قد يؤدي بي يومًا ما ويوصلني للإلحاد والعياذ بالله.
من الواضح من قصتي وتجربتي أنني قد تطبعت تدريجيًّا على مدار أعوام وسنين، وما قصتي إلا قصة من قصص الكثيرين، ومن يقول أن لا علاقة لسبيستون بالأمر فهو كاذب، فبدايتي ما كانت إلا بالبحث عن الأنميات المشهورة التي دبلجتها سبيستون، تحديدًا "كونان"، وبعدها خضت فيما خضت ولله الحمد على كل حال.
الحمد لله لي الآن عامان أو أكثر منذ تركت الأنمي وكذلك المسلسلات والأفلام، لم أكن أشاهد سوى القليل ولم أكن قد حسمت رأيي فيه تمامًا، أردت تركه فقط لضياع الوقت، لأنني تحسّرت جدًا على عمري الضائع في ما لا يفيد، إنما هي أعمار وليست ساعات، وأراد الله أن تظهر لي صفحاتكم يومًا ويرشدني للحق واتجهت لحفظ القرآن، تعلم العلم الشرعي والدين وتصحيح عقيدة التوحيد التي شُوِّهت تمامًا.
وأرجو منكم الدّعاء لي بالهداية والثّبات،
وأعانكم الله على الحق وثبتكم.
__