أذكر من ضمن الأشياء الجميلة والرسائل الرائعة أنه في لحظة يأس وتفكير بأني قد أسرفت على أمري أني وأنا أتصفح مواقع التواصل وجدت منشورا لأحد الأشخاص على صفحته كتب فيه.. قال الإمام النووي: لو تكرر الذنب مائة مرة أو ألف مرة أو أكثر , وتاب المرء في كل مرة : قبلت توبته , وسقطت ذنوبه , ولو تاب عن الجميع توبة واحدة بعد جميعها صحت توبته.
فرحت كثيرا بهذا الكلام وأحببت الله أكثر وقلت يا رب وفقني لتوبة نصوح لا أرجع بعدها أبدًا
المهم بعد أن قرأت هذا الكلام للإمام النووي شعرت بطمأنينة وأمل كبير وحذفت كل شيء مجددًا.
لن أكذب وأقول أقلعت تمامًا ولكن على الأقل أصبحت في صراع بين نفسي اللوامة وبين النفس الأمارة بالسوء وهذه الحالة أفضل بكثير من حالة الضياع الأولى التي كنت أشعر فيها بأريحية تامة وأنا أتابع الحرام وكنت أتدرج في التوبة.
حتى جاءت أحداث الزلازل وكنت قد قرأت أنها من علامات الساعة وفي الحقيقة هذه كانت رسالة أخرى.. مع رؤية الجثث والبيوت المهدمة قلت ماذا لو كنت مكانهم.
نعم مرت الأحداث ولم تكن هي المقصودة بأحداث الساعة لكنها تركت أثرًا بليغا في نفسي بأني معرضة في أي وقت للموت بنفس الطريقة فهل أنا مستعدة.
وهذا السؤال يجب أن يسأله كل إنسان لنفسه: هل أنت مستعد للموت الآن؟
هل الحالة التي أنت عليها الآن ترضى أن تقابل الله بها؟
ربما يسأل البعض عن علاقتنا بوالدي منذ أن تركنا إلى أن كبرت فلم أذكره كثيرا
ببساطة منذ أن تركنا تواصل معنا مرات قليلة ثم اختفى تمامًا ولا نعرف عنه شيئا الآن
المهم بعد توبتي حاولت أن ابدأ حياة جديدة وأن أقرأ عن ديني وأتعلم أيضًا مهنة لأعمل وأساعد والدتي وأغير من نفسي
كنت متفائلة جدًا لكن المعاناة لم تتوقف.. نعم تحسنت قليلا لكن أثر الصدمات السابقة ما زال يطاردني لكن لم أشعر بالسعادة والطمأنينة إلا بعد القرب من الله والتضرع إليه في الدعاء وطاعات الخلوات وقراءة القرآن والصلاة بالليل.
بدأت أتعافى وأصبحت إنسانة أخرى جديدة وشعرت بالسعادة الحقيقية
الآن مهما حصل لا أريد العودة إلى هذا الطريق بل مجرد التفكير في أني سوف أعود يسبب لي قلق وخوف شديد لكن كما قلت لكم حكايتي لم تنتهي إلى هنا بل مع هذا الماضي السحيق الذي عشت به بطفولتي وبمراهقتي وبسبب البعد العائلي والجفاء العائلي ونبذي أنا وإخوتي منذ الطفولة من قبل الأب والعائلة بدأت رحلة أخرى تسمى علاج الدماغ من هذه الصدمات، أصيب دماغي بصدمه أدت بي إلى ما يشبه الموت وصنفت عند الطبيب النفسي بأنني مصابه باضطراب القلق العام تخيل أنك تعيش وفي دماغك قنبلة أنا هكذا أعيش كل يوم.
أعيش بدماغ غير مستقر وغير طبيعي، وأعاني يوميا من الخوف والقلق والفزع ومن نبضات قلبي غير المستقرة، الكثير من الناس الذين أعرفهم كانوا ينظرون لي بنظرة سيئة بسبب فقري وقلة حيلتي لكنهم لا يعلمون أنني محطمة من الداخل ولم أعد أستطيع تناول الطعام بسبب الاكتئاب ولم أعد أستطيع عيش حياة طبيعية.
ما يصبرني بعد هذا الابتلاء فقط القرب من الله والأمل في مغفرته وجنته وأسأل الله الثبات.
بالمناسبة حاولت العمل والبحث عن لقمة العيش الحلال ولم أستطع ولم يرحمني أصحاب العمل أبدًا وكانوا ينظرون إلي بطريقة مؤذية، نظرة احتقار وازدراء وكأني مريضة أو غير صالحة للعمل فيلقونني جانبا وينظرون إلى ملابسي الفقيرة ولا يراعون وضعي.
لم أعد أستطيع التحدث مع الناس، لست إنسانة طبيعية فلا أب يحتضني ولا أم تخفف عني فأمي قد ماتت ولا عائلة تهتم بي.
لذلك أنصح كل أم أن تراقب أولادها جيدًا وإن كانت البنت خصوصًا تمسك بالهاتف يوميا فعليك بتفتيش هاتفها، علميهم الصلاة وقراءة القرآن.
عليك بالبحث عن صديقات صالحات لابنتك خصوصًا في مرحلة المراهقة فالصديق هو من يسحب صديقه من الهاوية وينقذه.
نصيحة أخرى للنساء: لا تتزوجي من رجل نرجسي عديم المسؤولية وتعلمي كيفية تربية الأطفال قبل الزواج والإنجاب فهي مسؤولية كبيرة وصعبة وسوف تحاسبين عليها يوم القيامة، ونفس الكلام أقوله للرجال.
عليك بتعليم أطفالك أن من يقترب منهم أو يلمس مناطق معينة من أجسادهم أن يصرخوا ويمنعوا هذه الأمر.
نصيحتي لكل امرأة وفتاة لكل أب وأم لكل من هو مسؤول عن رعيته أو عن إخوته أو عن عائلته هذه هي رسالتي الأولى والأخيرة: اتقوا الله في أبنائكم ولا تضيعوهم
لكل أب أن يحنو على ابنته ويكون مصدر طمأنينة لا خوف.
لكل أم مطلقة أو أرملة لا تهملي أطفالك وحاولي أن تكوني الأم والأب ولا تفتحي بيتك لأي أحد أو تتركي أطفالك عرضة لأي أذى يؤثر على حياتك بأكملها حتى لو كانوا أقرب الناس وعادة يكون مصدر الأذى من نثق بهم ثقة عمياء ويقع ذلك في لحظات قليلة دون أن نشعر بالجريمة.
على كل حال ربما لست مؤهلة لإعطاء نصائح كثيرة ولكن أظن أن قصتي فيها من العبر ما يكفي أن يكون رادعًا لكل شاب أو فتاة والسعيد من اعتبر بغيره.
والسلام عليكم ورحمة الله
#انتهى