ذهبت إلى المدرسة وتجنبت الحديث معها وكانت تنظر لي بخجل وتنتظر أن أبدأ بالحديث معها والتصالح فهي تعلم أني أحبها وأعاني من مشكلات ومع ذلك لم أتحدث معها وكنت أنظر إليها من بعيد وأراقب حركاتها لعلها هي التي تكلمني وتشرح لي وتفسر ما حدث لكن ذلك لم يحدث.
بعدها بأيام قليلة راسلتني فلما واجهتها وعاتبتها اعترفت لي أنها تشاهد هذه الأفلام منذ فترة طويلة وتتابع المانجا والفرق الكورية وأن أهلها لا يعرفون شيئا عنها فهم يعتقدون أنها مجرد أفلام كرتون وكانوا يوفرون لها الإنترنت وغرفة خاصة سهلت عليها هذا الطريق الذي بدأ بمجرد سلسلة مدبلجة عبر قناة عربية إلى أن وصلت مرحلة مشاهدة الأنمي الإباحي والشاذ والعياذ بالله وقالت بأنها لا تستطيع الاستغناء عن هذه الأمور وأنها أدوات للتسلية فقط.
لم أقتنع بذلك وقررت تجنبها ولكن هذه التجربة أثرت علي مجددًا فكلما ظننت أن الأمور تحسنت أتعرض لصدمة جديدة وهنا دخلت في عزلة وبدأت في البحث عن طريقة لأقتل بها وقتي الطويل فأنا لا أنام كثيرا وعندما أنام أجلس فترة طويلة حتى أنام وكنت أنظر في المرآة وأجد السواد تحت عيوني وأرى إنسانة محطمة لا تعلم ما ينتظرها غدًا ولا تعرف أين تذهب وماذا تفعل وكنت بعيدة عن الله في هذا الوقت.
هنا فتحت هاتفي وبدأت أبحث وأتصفح هنا وهناك وهنا بدأت قصتي مع متابعة الفرق الغنائية الكورية وتحديدًا فرقة بي تي إس.
في البداية كنت أشمئز من منظر أعضاء الفرقة فأنا أكره أن يحاول الرجل التشبه بالنساء، ولكن لا أعلم ماذا حصل لي حتى تحولت من النفور التام إلى الإدمان لدرجة كنت لا أفوت لهم أغنية وأتابع أخبارهم بشكل يومي وأصبحت أراهم أجمل شخصيات في الكون فهم الآن يرسمون البسمة على وجهي وأشعر أنهم عالمي الجديد الذي كنت أبحث عنه!
في هذا الوقت تعرفت على صديقات كثر يتابعن نفس الفرقة وكانت هناك مجموعات للتواصل لا أستطيع أن أحكي لكم ما يحدث فيها لكن الواقع أليم ونسأل الله أن يحفظ بنات المسلمين.
هناك تعرفت على موقع يعرفه أغلب متابعي الكيبوب وهو موقع لكتابة القصص وبدأت في القراءة فوجدت عليه بعض القصص الشاذة والعجيبة
عن طريق هذا الموقع اكتشفت بأن الكاتبات يكتبن عن علاقة شاذة بين رجلين من هذه الفرقة.
أنا لا أريد أن أزين الحرام يا ساده لكني أقول لكم أن هذه الفرق تشتغل بشكل كبير على وسامة الأعضاء مع العلم أن ليس كل أعضاء الفرقة كذلك فأنا في البداية كما قلت كنت أشمئز وأرى وجوههم قبيحة ومع الوقت أصبحت مدمنة فقد وجدت ما يشغل وقتي وأشعر بمتعة فيه أحيانا وكنت أظن أن هذه الفرقة سوف تكون سببا في علاج مشاكلي لكنها دمرتني تمامًا.
أرجع إلى الموقع المشبوه ولا أريد ذكر اسمه حتى لا يدخله أحد بسببي وأتحمل وزره
المهم بعض الفتيات يكتبن في هذا الموقع فمثلا كاتبة تختار أحد أعضاء الفرقة وتتغزل فيه وتضعه في علاقة شاذة بين رجل ورجل آخر من نفس الفرقة.
وكالعادة خطوات الشيطان تدفع الإنسان من مجرد الإطلاع إلى الإدمان ثم إلى الخوض في الفتنة نفسها ولذلك من حكمة الله أنه حذرنا من اتباع خطوات الشيطان.
في المقابل أتعرض لكل هذه الأمور وأمي لا تعرف شيئا ولا تسألني ماذا تفعلين فهي مشغولة إما في العمل بالخارج لتوفير لقمة العيش أو مشغولة في أعمال المنزل أو نائمة.
قرأت عشرات القصص وبعد أن كنت أشمئز من القصص في بداية الأمر صرت أعتبرها عادية وهنا خطورة خطوات الشيطان فلا شيء يبدأ فجأة، بل هي خطوة تتبعها خطوة وهكذا كل شيء يزينه الشيطان للإنسان في ظل غياب الرقابة وإهمال الأسرة.
في يوم من الأيام شكت أمي بأمري من كثرة انشغالي بالهاتف فكنت أحيانا أنام والهاتف على صدري وأستيقظ لا أفكر في شيء سوى فتح الهاتف وتكرار مشاهدة الأغاني التي سمعتها عشرات المرات وكنت أفعل ذلك أيضا لدعم الفرقة التي كنت أظنها مصدر سعادتي وهي في الحقيقة كانت مصدر تعاستي فقد تحولت إلى إنسانة أخرى ودخلت في اكتئاب ولم تجلب لي متابعتهم إلا كل شر.
المهم أمي كلمتني وقالت ماذا يحدث فقلت لها لا شيء فقط أتابع بعض الأفلام والمسلسلات للتسلية وملأ الفراغ.. الآن وأنا أتذكر هذه الأيام تمنيت لو انتزعت والدتي مني الهاتف ونهرتني وقالت لي ركزي في دراستك أو اقرأي شيئا من القرآن وتقربي إلى الله لكن للأسف تركت لشيطاني وأنا هنا لا أبرر لكن النفس أمارة بالسوء ولذلك يجب على كل فتاة أن تعلم أنها مكلفة وستحاسب على أفعالها فشيطاني كان يقول لي أنتِ معذبة وحياتك صعبة والظروف كلها ضدك وأنتِ معذورة في هذا كله ولست وحدك من تفعلين ذلك.. لكن في الحقيقة سر تعاستي وضياعي هو البعد عن الله.
#يتبع