📌 الإعلام: باعث الشرور!
ثم يأتي دور الإعلام لنشر ثقافتهم وأفكارهم؛ فأي أمر قد يستنكره المجتمع يُدخلونه في قالب المسلسلات والبرامج؛ حتىٰ يصبح مع الأيام أمرًا لا يُستنكر، ومع مرور الوقت يتقبله المجتمع. فالآن، لا يخلو فيلم أو مسلسل من العلاقات المحرمة، التي لم تعد مستنكرة.
وفي الفترة الأخيرة، أصبح طرح موضوع الشواذ شغلهم الشاغل؛ فقد أنتجت "Netflix" ووزعت عددًا من البرامج والأفلام التي تتضمن شخصيات من الشواذ والسحاقيات، وقد قلَّ استنكار هذا الأمر مع مرور الوقت.
حتىٰ أنهم لم يتركوا أفلام الأطفال إلا وأدخلوا فيها هذه الأفكار الشاذة؛ فينشأ الطفل معتقدًا أن الأمر طبيعي، وأن عليه تقبله، وربما يعيشه!
وهذا هو الأمر المهم الذي تطرقنا له سابقًا، وهو محاولة تدمير الأجيال.
وللأسف، فإن بعض الأهل قد تركوا الرقابة علىٰ أطفالهم، ورموهم مع الأجهزة الإلكترونية بحجج واهية!
أصبح صنع الوعي -الذي يريدونه- أسهل عبر الإعلام؛ إذ يمررون الأفكار تمريرًا غير مباشر؛ حتىٰ تألفها العين، ويعتادها القلب؛ فتصبح طبيعية ومقبولة، وهي في حقيقتها انحراف وشذوذ.
وهذا ما يسمىٰ بـ: "دس السم في العسل"؛ لتحقيق أهداف معينة!
-------
• كيف يشكل الإعلام قيم المجتمعات؟
1- التأثير التراكمي:
يتمثل أسلوب التأثير التراكمي في الإعلام في تكرار وتراكم المعلومات؛ مما يؤدي إلىٰ التأثير علىٰ وجهات نظر الجمهور، أو فهمه للموضوع المعروض؛ فالمتلقي لا يتأثر مباشرة، بل يتأثر علىٰ مدىٰ فترة طويلة.
مثلًا، ربط الإرهاب بالمسلمين لم ينشأ بلحظة واحدة، وإنما استغرق مدة زمنية طويلة، حتىٰ وصلنا إلىٰ مرحلة يُنظر فيها إلىٰ كل متديّن أو مسلم -بالنسبة للغرب- علىٰ أنه إرهابي محتمل..
2- صناعة قدوة من التافهين:
يُقدَّم البعض علىٰ أنهم قدوات للمجتمع؛ فيتأثر بهم من يسمون "المراهقين"، ويحذون حذوهم، حتى لو كانت "المؤثرة" متبرجة، أو كان "المؤثر" منحطًا أخلاقيًا ويرتدي قلادة!
فأي مؤثرين هؤلاء؟ وأي تأثير سيتعرض له الأشخاص منهم؟
حتىٰ أن هناك دراسات أُجريت تشير إلىٰ أن نسبة من المراهقين- قد تصل ثقتهم بمؤثري وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من ثقتهم بأفراد عائلاتهم!
3- الترندات:
إشغال الناس بقضايا تافهة، وهذا يعكس انحدارًا في الذوق العام.
ينظر الكثيرون إلىٰ هذه التفاهات كوسيلة لملء الفراغ؛ مما أدىٰ إلىٰ قبول المجتمع لهذه الأفكار، ورؤيتها كأمور طبيعية ومقبولة.
في المقابل، يُنكر علىٰ من يستنكرها أو يعبّر عن استهجانه، ويُصوَّر علىٰ أنه متخلف أو رجعي يقف أمام تقدم المجتمع.
ولا شك أن الفرد يتأثر بما يشاهده، ولما يشاهده أثر واضح في سلوكه..
ولا ننسىٰ التأثير الذي أحدثته فرق الكيبوب والكيدراما، وحتىٰ الأنمي في عقول شبابنا، وكيف أثرت علىٰ شخصياتهم وأفكارهم؛ مما أدىٰ إلىٰ تمجيدهم لبعض القيم الغربية عن هويتهم، وحتىٰ انسلاخهم منها، وهذا ما سيأتي الحديث عنه..
#تابع