ـ السعي لإيجاد ماقد دوِنَ باللوحِ مُنذ أن أحياكَ الباري على الدنيا وأتاكَ طالبًا رزقكَ ومسعاكَ الذي كُتبَ عليكَ أن ترىَ وجود الأرض وماعليها من الرَغَدِ وأن تمشي بِها حتىَ قُدرَ لك ممشاكَ أن تقفَ وتنظر الى نصيبك الذي كتبهُ الله لك ولا تعلم ماقد خُطَّ لكَ باللوح وماتعلم والله يعلمُ.
--من أنت؟ هل أنت كاتب؟ -نعم كاتب. --وما يُثبت ذلك، هلّا أريتني نصًا لك؟ -"غريقًا في بحار الُحزنِ، ملتطمًا في لجج الحياة، لقد أصبحت حياتي كئيبة، أرى الظلام، فقط لا شيء غير الظلام... "
لماذا لماذا، لماذا على الشخص إن كانَ يريد أن يُصبح كاتبًا، أو أن يثبت ذلك يسطر أحرف كئيبة، سوداويّة، لماذا تنثرون حبّات الحُزنِ بين القرّاء، لماذا تُفسدون حياة غيركم، لماذا تورثوا حزنكم البائس؟ ألا يمكن لك أن تحفّز، تنصح، تناقش، حتّى تهزّر من أجل النّاس، لا بأس في ذلك، لماذا أصبحنا نرى الحزن والكآبة سمة الكتّاب المحترفين؟ اكتب شيئًا تُذكر به بعد موتك، حتّى يقال حينئذ:"رحم الله فلانًا لقد قال كذا وكذا، وقد أصاب" اجعل لنفسك بصمة في حياتك، لماذا أنت كالصنمِ لا فائدة منه، بل الصنم أفضل منك، أتدري لماذا؟ لأن الصنم يتسم بالسكوت والسكون، أما أنت فصنم ناعق... صحيح أن ذلك حريّة لك، صحيح، وأنك تُشارك همومك وأحزانك الآخرين، وغيرها من هذه الأعذار التافهة... لا أقول لك لا تنفس عن أحزانك، فالكتابة تُفرغ الكثير من الطاقة السلبيّة لدى المرء، ولكن يمكنك كتابة حزنك وحرقه حتّى تتخلص منه، ويسلم القرّاء منه، لذلك "لا تنغّس حياة غيركَ بنفايتك، كُن مفيدًا أو كن صنمًا" وقد صدق الشافعِيّ حين قال: