قيل لأعرابي:
هل تحدث نفسك بدخول الجنة؟
قال:
"والله ما شككت قط أني سوف أخطو في رياضها، وأشرب من حياضها، وأستظل بأشجارها، وآكل من ثمارها، وأتفيأ بظلالها، وأترشف من قلالها، وأستمتع بِحُورها، في غرفها وقصورها!"
قيل له:
أفبِحسنة قدمتها؟، أم بصالحة أسلفتها؟..
قال:
"وأي حسنة أعلى شرفا، وأعظم خطرا من إيماني بالله تعالى، وجحودي لكل معبود سوى الله تبارك وتعالى!"
قيل له:
أفلا تخشى الذنوب؟!
قال:
"خلق الله المغفرة للذنوب، والرحمة للخطأ، والعفو للجرم، وهو أكرم من أن يعذب محبيه في نار جهنم!"..
فكان الناس في مسجد البصرة يقولون: (لقد حسن ظن الأعرابي بربه!)، وكانوا لا يذكرون حديثه إلا انجلت غمامة اليأس عنهم، وغلب سلطان الرجاء عليهم.
.
📖: البصائر والذخائر - لابن حيان.