📙كتاب الداء والدواء لابن القيم رحمه الله تعالى.
📖بشرح الشيخ عبدالرزاق البدر حفظه الله تعالى.
📁الدرس_الثامن_عشر
" قال : وَأَدْبَارُ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ "
والمراد هنا بدبر الصلاة أي آخر الصلاة قبل التسليم هذا هو المراد قبل التسليم، لما جاء في حديث بن مسعود في ذكر تعليم النبي الله لهم التشهد، قال النبي صلى الله عليه و سلم عقب ذلك: «ثم ليتخير من المسألة ما شاء»
فإذن هذا وقت تخير وتحري للدعاء قبل أن يسلم، ولهذا ينبغي على المسلم أن يحرص قبل السلام أن يدعوا بما تيسر وكثير من المصلين يمل إذا طال التشهد.
أذكر من طرائف القصص أحد الأئمة كان يصلي ولعل الإمام محدثكم
هذا الكلام قديم جاءه أحد المصلين وقال: (يا شيخ انا قرات التشهد مرتين)
من قال تقرا التشهد مرتين؟
اذا انت التشهد فرصتك العظيمة أن تتحرى من الدعاء ما تشاء، هذا وقت تحري دعاء، وقت فاضل عظيم يتحرى فيه المسلم خاصه الدعوات الجوامع العظيمة المأثورة عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
" قال : وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة، وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم "
وذلك لما ورد عن نبينا عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح أنه قال: «يوم الجمعة هو خير يوم طلعت عليه الشمس» قال صلوات الله وسلامه عليه: «وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يدعو الله سبحانه وتعالى إلا أعطاه حاجته»
وفي تحديد هذه الساعة خلاف معروف بين أهل العلم وأصح ما قيل وهو هذان الوقتان اللذان أشار إليهما ابن القيم رحمها تعالى (عند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة).
اذن ننتبه هنا إلى أمر مهم في صلاة الجمعة، السجود، «أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد»
وعند ما قبل السلام أدبار الصلوات مر معنا ان وقت ماذا تحر الدعاء؟
يوم الجمعة. هذا السجود وهذا الدعاء الذي قبل السلام شأنه آخر لهذه الفضيلة التي جاءت في الحديث فاجتمع فيه فضل الحال وفضل الزمان والوقت فضل في صلاة وفي وقت يتحرى فيه الدعاء في الصلاة وأيضا زمان فاضل، كما جاء في هذا الحديث الذي هو ساعة من يوم الجمعة تبدأ من صعود الإمام إلى أن تقضى الصلاة، فالأدعية التي تكون في الصلاة صلاة الجمعة لها شأن عظيم..
" قال وصادف خشوعا في القلب وانكسار بين يدي الرب وذلاً له "
وهذه المعاني مهمه جدا في الدعاء، أن يكون القلب مخبت خاشع منيب مقبل على الله عز وجل متذلل بين يديه، قال تضرعا ورقه كل هذه المعاني تكون في القلب وهو يدعو الله عز وجل وتضرع و رقة.
" قال : واستقبل الداعي القبلة "
وهذا ليس من شروط الدعاء ولكنه من أدبه ولهذا يأتي في أحاديث عديدة في الدعاء يقول فاستقبل عليه الصلاه والسلام القبله ودعا فهذا من اداب الدعاء العظيمه.
" وكان على طهارة "
وهذا ايضا من الآداب وليس من الشروط وهو عظيم الشان في هذا الباب " باب الدعاء وتحري اجابته ورفع يديه إلى الله "، ورفع اليدين هو هيئه ذل وافتقار الى الله سبحانه وتعالى وهو من اسباب الاجابة، ولهذا جاء في حديث سلمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : «ان الله حيي كريم يستحي من عبده اذا رفع اليه يديه ان يردهما صفرا» أي خائبتين.
" قال رحمه الله تعالى وبدا بحمد الله والثناء عليه ثم ثنى بالصلاه على محمد عبده ورسوله صلى الله عليه و سلم "
وهذا يدل عليه قصة الرجل وهي ثابته الذي سمعه النبي الله يدعو في صلاته فقال عجله هذا فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " إذا صلى احدكم فليبدا بتحميد الله والثناء عليه ثم الصلاة على رسوله الله ثم يدعو بما شاء "
📚الداء و الدواء بشرح الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله المجلس الثالث (ص٤/٥)
https://t.center/AlSONa3ــــــــــــــــــــــــ
https://t.center/mohamed8888888تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما