ما مات مَن تركَ الحياةَ وذِكرُه
عطرٌ يطيرُ مع الرياح الأربعِ
ما من مرَّةٍ زرتُ وإياه الدكتور بكري علاء الدين.. إلَّا وسأله عن ترجمتِه لرسالته هذه، وحثَّه على إكمالها؛ حتى إنه مرَّة قال للدكتور بكري ممازحًا: (يا سيدي - الله يطوِّل بعمرك، ويبارك بهمَّتك - إنت رِجَّال كبير، وإذا متت بتموت معك الرسالة، وما في حدا راح يقدر يترجمها مثلك، فلا تشتغل بغيرها أرجوك؛ لأنها - والله - هي من أنفس أعمالك).
وأذكرُ أنني عندما تشرفتُ بإهداء الدكتور بكري نسخة من خدمتي والأستاذ محمد أديب الجادر لكتاب "الكواكب المنيرة المجتمعة في تراجم المجتهدين الأئمة الأربعة" للإمام العجلوني.. قال الدكتور بكري: اكتبا لي إهداء مشتركًا. فقال الأستاذ الجادر: (تكرم، وع قبال ما تريح بالي وتنتهي من ترجمة رسالتك عن النابلسي، وتكتب لي الاهداء عليها مع أبي العباس)!
وها هو اليوم يكتب له الإهداء بعد وفاته؛ وفاء بحقِّه، وحفظًا لعهده وودِّه: ( بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الصديق المحقِّق البارع الأستاذ محمد أديب الجادر رحمه الله تعالى؛ فقد ألحَّ عليَّ كثيرًا لترجمة هذه الأطروحة. وأسفي الشديد هو أنَّه توفي قبل إنجازها ولم يرها، وقد صدرت في دار صديقه أحمد المشهور؛ دارِ الشيخ الأكبر.
دمشق في ١ / ٣ / ٢٠٢٤
بكري علاء الدين).
رحم اللهُ تعالى عبدَه محمدًا الجادر، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وبارك في حياة الأستاذ الدكتور بكري علاء الدين مع العافية في الدين والدنيا.
وكتب
أحمد بن سهيل المشهور
https://www.facebook.com/share/p/12C62kx8bx8/