"
اكتشف السجنان نقطة ضعفي "
تروي معتقلة سابقة في سجون الأسد أو ما يُعرف بـ
مسالخ الموت :
كنت معتقلة سابقة، وأكثر ما كان يؤلم روحي في تلك الفترة هو ذلك النوع من التعذيب الذي لا يستهدف الجسد فقط، بل ينهش الروح، كان يتم تعذيب الأشخاص أمامي، وكان النظام يعرف كيف يبحث عن أعمق نقاط الضعف داخل الإنسان، ليستخدمها كسلاح ضده، إذا كنت تخاف من الظلام، يرميك في غرفة مظلمة تماماً، وإذا كان منظر الدماء يثير الرعب في قلبك، يلقون بك في مكان غارق بالدماء وبين الأشلاء.
للأسف السجان اكتشف نقطة ضعفي، فأصبح يجبرني على مشاهدة التعذيب، وكأنما يزيد في جرح روحي وإغراقي في مشاهد الألم، كانت المشاهد تتوالى أمامي: أطفال يُعذبون، وعجائز تُسحق أرواحهم تحت وطأة القسوة التي لا تعرف البشرية... كنت أتألم لأجلهم كما لو كان الألم يسري في عروقي، أتمنى لو أنني أتحمل عنهم العذاب، لو أنهم يعذبونني بدلاً منهم، فقط ليتركوهم.. كنت أغمض عيني بشدة، أحاول الهروب من هذا الجحيم البصري، لكن النظام كان يتلذذ بتلك اللحظات، يجبرني على فتح عينيّ، ليكون العذاب النفسي جزءاً لا يتجزأ من محنتي..
لذلك كان ولا بد لنا أن نستمر في طريق الثورة حتى تحرير آخر معتقل في تلك المسالخ البشرية.
#الثورة_مستمرة