لا أعرف شيئًا عن الوصول يا ليلى، لا أعرف كيف هو شعور الإنسان الذي ينال ما يُريده والذي يجعله يكتب أن جدران الغرفة لا تسع أجنحته
نظرًا لأنني ما خطوت خطوة في طريق إلا ووقفت الدنيا في وجهي كانت دائمًا تُغلق كُل طرقي إلى ما أُريده...
لكنني أعرف جيدًا الذي ينام ويده على قلبه أعرف الذي لا يستطيع التنفس أحيانًا في ليالٍ ما في غرفته أعرف تمام المعرفة المنتصفات، هُنا تقبع قدمي هُنا بالتحديد ينتهي طريقي، وأُدير وجهي وأعود خائبًا بقلبي يبكي بين يديّ.
تخيلي، أن تُصبح البلاد لنا أنا وأنتِ أحلم أن نتزوج فيحدث وتحلمين بفتاة صغيرة فتُنجبي عائلتك لا تطلب مهراً وعائلتي لا تخضعك لفحص شامل
نشتري منزلاً كالذي رسمناه يوماً على السحاب تكونين سيدته وأكون كل كلمات الغزل التي تليق بالأميرات
هذه البلاد التي لم نعرف منها شيئاً سوى أن نخاف ونقلق، نبكي، وفي -كل الأحيان- ندخل في نوبات طويلة من الهلوسة
التي جعلتك مرات لا تأكلين تذمراً فأنا رجل بسيط لا يملك المال لينالك وأنت فتاة عاشقة تكره طوابير الأفران ومعاملات الدوائر الحكومية الفظة
كنا نضحك سخرية على حظنا العاثر على أحلامنا في أن نكون معاً في بقعة جغرافية لايعرف شعبها شكل السماء يسيرون في الأرض بلا عيون متجاهلين كل الهراء الذي كان يحدث ليحافظوا على حناجرهم على حق أجسادهم بالتنفس بشكل طبيعي
تخيلي، أننا لن نعود للخوف مجدداً وسنحلم كما يحلم الآخرون، وسنحقق كما حقق الآخرون، وأن البلاد لنا أنا وأنتِ ولفتاة الجيران ولعامل النظافة للعصفور الذي ترك الأسلاك يا حبيبتي فقد بات فيها كهرباء
هذه البلاد للعشاق للذين يصنعون بدفء قلوبهم رغيف الخبز لأصابعك وهي تعد القهوة صباحاً ولعيني وهي تحملق فيك من البعيد
ستشرق شمسنا ستشرق كما لو لم يكن الأصفر يوماً
لتكون البلاد للناس الذين يملؤون الشوارع يأخذون صوراً للذكرى للجدات في الحدائق ولكل الأولاد الذين يركضون ملء حريتهم
لن تكون للخوف لن تكون للخوف بل لأولادنا في المستقبل.