«إنَّ الوفاء توأم الصِّدق، ولا أعلمُ جُنَّةً أوقى منه، وما يغدرُ مَن عَلِم كيف المرجِع، ولقد أصبحنا في زمانٍ اتَّخذ أكثرُ أهله الغدر كَيساً، ونسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن الحيلة، ما لهم قاتلهم الله!»
نهج البلاغة: من خطبة له "عليه السلام" وفيها ينهى عن الغدر ويحذّر منه.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: { لا تغتروا بصلاتهم ولا بصيامهم فإن الرجل ربما لهج بالصلاة والصوم حتى لو تركه استوحش، ولكن اختبروهم عند صدق الحديث وأداء الأمانة
عن حماد بن عثمان انه سأل أبا عبد الله (عليه السلام) قال: { أخبرنا عن أفضل الأعمال يوم الجمعة، فقال: الصلاة على محمد وآل محمد مائة مرة بعد العصر، وما زدت فهو أفضل }
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أيما رجل من شيعتنا أتى رجلا من إخوانه فاستعان به في حاجته فلم يعنه وهو يقدر إلا ابتلاه الله بأن يقضي حوائج غيره من أعدائنا يعذبه الله عليها يوم القيامة
عن الإمام الصادق عليه السلام عن آية (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) - قال: لا تملأ عينك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما، ولا يدك فوق أيديهما، ولا تقدم قدامهما
عن أبي عبد الله (عليه السلام): { لا يزال المؤمن بخير ورجاء ورحمة من الله عز وجل ما لم يستعجل فيقنط ويترك الدعاء، قلت له: كيف يستعجل؟ قال: يقول: قد دعوت منذ كذا وكذا وما أرى الإجابة }
عن الإمام الصادق عليه السلام : { اطلبوا الدعاء في أربع ساعات: عند هبوب الرياح، وزوال الأفياء، ونزول القطر، وأول قطرة من دم القتيل المؤمن، فإن أبواب السماء تفتح عند هذه الأشياء }
عن علي بن ميمون قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: [ لو أن أحدكم حج الف حجة ثم لم يأت قبر الحسين بن علي عليه السلام لكان قد ترك حقا من حقوق الله تعالى وسئل عن ذلك فقال حق الحسين عليه السلام مفروض على كل مسلم ]
عن سدير الصيرفي ، قال : كنا عند أبي جعفر ( عليه السلام ) فذكر فتى قبر الحسين ( عليه السلام ) ، فقال له أبو جعفر ( عليه السلام ) : ما أتاه عبد فخطا خطوة الا كتب الله له حسنة وحط عنه سيئة
قال العلامة ابن شهر آشوب طاب ثراه -وهو يتكلم عن حزن سيد العابدين، الامام السجاد عليه السلام- :
[ وكان إذا أخذ اناءا يشرب ماء بكى حتى يملاها دمعا ، فقيل له في ذلك فقال : وكيف لا أبكي وقد منع أبي من الماء الذي كان مطلقا للسباع والوحوش . وقيل له انك لتبكي دهرك فلو قتلت نفسك لما زدت على هذا ، فقال : نفسي قتلتها وعليها أبكي ]
هذه الجماعة في كل وقت موجودة، حتى في زمن موسى الكليم عليه السلام : ﴿قَالُوا۟ یَـٰمُوسَىٰۤ إِنَّا لَن نَّدۡخُلَهَاۤ أَبَدࣰا مَّا دَامُوا۟ فِیهَا فَٱذۡهَبۡ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَـٰتِلَاۤ إِنَّا هَـٰهُنَا قَـٰعِدُونَ﴾ [المائدة ٢٤]
الجواب: لا حبي!! لان إجماع الأمة والروايات علي بن أبي طالب لم يفر ولا حتى ربع رواية إسرائيلية ذكرت ذلك لا من بعيد ولا قريب. لو كان ذلك كان أول من عاب عليه معاوية بن أبي سفيان واعدائه!!
رب العالمين يعبر عن صلح رسول الله صل الله عليه وآله ﴿إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحࣰا مُّبِینࣰا﴾ [الفتح ١]
قال الشيخ ناصر مكارم الشيرازي : [ وهنا كلام عريض وبحث طويل بين المفسّرين.. حول المراد من هذا الفتح أيُّ فتح هو؟! فأكثر المفسّرين يرون أنّه إشارة إلى ما كان من نصيب للمسلمين من الفتح الكبير على أثر «صلح الحديبية». وبعض ذهبوا إلى أنّه «فتح مكّة». وآخرون قالوا بأنّه «فتح خيبر». وآخرون أنّه إشارة إلى انفتاح أسرار العلوم على النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) . غير أنّ قرائن كثيرة لدينا ترجح أنّ هذا الفتح هو ما يتعلّق بموضوع صلح الحديبية ]
قال السيد الطباطبائي : [ و المراد بهذا الفتح على ما تؤيده قرائن الكلام هو ما رزق الله نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) من الفتح في صلح الحديبية ]
• رواية ينقل العياشي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال : والله الذي صنعه الحسن بن علي عليه السلام كان خيرا لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس ، والله لفيه نزلت هذه الآية " ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " إنما هي طاعة الامام فطلبوا القتال " فلما كتب عليهم القتال " مع الحسين " قالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا اخرتنا إلى أجل قريب " وقوله " ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل " أرادوا تأخير ذلك إلى القائم عليه السلام(١)
يقول المولى المازندراني : [ وهو الصلح مع معاوية مع عدم رضاء أصحابه حتى خاطبوه بالمنكر من القول ( كانت خيراً لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس ) إذ به كانت نجاتهم من القتل والاستيصال وبقاء دين الحق ونسل الهاشميين والعلويين والشيعة في الأعقاب ](٢)
قال الفيض الكاشاني : [ بيان : الذي صنعه الحسن عليه السّلام هو صلحه مع معاوية وتركه الحرب المتضمن لإبقائه على المؤمنين حياتهم مدة وظهور من في أصلابهم من الموحدين وظاهر أن هذا خير مما على الأرض أراد أن الآية نزلت فيه وفي طاعته « كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ » يعني عن الحرب مع معاوية فلم يرضوا به وطلبوا القتال وفعلوا ما فعلوا ](٣)
قال العلامة المجلسي : [ قوله عليه السلام : " والله الذي صنعه الحسن بن علي " أي من الصلح مع معاوية وكان خيرا وصلاحا للأمة وإن لم يرض به أكثر أصحابه ](٤)
قال فقيه أهل البيت، السيد محمد سعيد الحكيم، بعد ذكره لروايات صلح الإمام الحسن عليه السلام : [ أن الإمام الحسن ( صلوات الله عليه ) قد نقل الشيعة بصلحه هذا من مقاتلين في حرب فاشلة ، لا حرمة لهم في أعراف الحرب - خصوصاً في ذلك العصر - إلى معارضة يعتصمون بالعهد ، ويتمتعون بكافة حقوق المسلمين ، ولهم حرمة الدم والمال . وبذلك يكون من حقهم أن يقوموا بنشاطهم في خدمة خط أهل البيت ( صلوات الله عليهم ) . وهو ما حصل فعلًا . فقد بذلوا في سبيل ذلك جهوداً مكثفة أدت إلى ظهور الدعوة الحقة ، وانتشارها على الصعيد العام بين المسلمين . ولا سيما بعد أن تفرغ الإمام الحسن ( صلوات الله عليه ) ومن معه من بني هاشم بعد الصلح للجانب الثقافي ، وواصلوا الشوط الذي بدأه أمير المؤمنين ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) وأكدوا المفاهيم التي طرحها بين المسلمين ](٥)
يتبع.
_______ (١) تفسير العياشي ج١، ص٢٦٥ وفي الكافي ج٨، ص٣٥٤ (٢) شرح أصول الكافي ج١٢، ص٤٦٢ (٣) الوافي ج٣، ص٤٣٣ (٤) مرآة العقول ج٢٦، ص٤٥٥ (٥) فاجعة الطف، ص٥١١