بعد 48 سنة من الاعتقال خرج المعتقل أسامة بشير حسن الهزاع من سجن صيدنايا اليوم. أتى من الأردن زيارة إلى دمشق فاعتقلته المخابرات الأسدية، وكان عمره حينها 17 عاماً. تصدّقون أم لا؟
لا أتخيل الفكرة، لا أستوعب أن مئات من الناس تحاول حفر الأرض ونخر الجدران واقتلاع البلاط منذ عشرين ساعةً ولا تستطيع الوصول بأي شكل لعشرات الآلاف من المسجونين في مكان تحت السجن نفسه! ربما علينا أن نعي حقيقة أن ذلك هو أفظع سجن في التاريخ كله.
إخواننا في سوريا يحاولون جاهدين الوصل للمعتقلين تحت الأرض، حيث تبين أن هناك شبه مُدُن من السجون السرية ومعتقلات التعذيب يقبع فيها إخوة لنا وأخوات الله أعلم بأعدادهم.
بعض السجون مثل صيدنايا تم قطع الكهرباء وقفل الأبواب السرية من قبل النظام السفاح قبل سقوطه، وفرق الانقاذ عاجزة عن الوصول لهم حتى الآن…
فمن كان بإمكانه أن يقدم أي عون لإنقاذهم فليفعل، قبل أن يموت المعتقلون لنفاذ الاكسجين مع تعطل مضخات الهواء، أو يموتوا جوعا وعطشا.
كنت مغموما تحت وطأة أخبار السجناء التي تُقطِّع القلب، وقصصهم التي تُشيِّب الرأس، حتى مرت علي -لتوي- هذه الآية.. (وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا) الله! وكأني لأول مرةٍ أنتبه لذكر الحرير في هذه الآية، الحرير الذي هو علامةٌ لأعلى درجات الرفاهية والترف، جعله الله جزاءً للصابرين البؤساء، المحرومين -في سبيل ربهم- نعيم الدنيا وزينتها، المحتسبين عند ربهم كل تلك الشدائد والأهوال الثقال، أولئك أولى الناس بالحرير، والقطوف الدانية، والأرائك المتقابلة، والكؤوس الممتلئة، والنعيم والملك الكبير!
الله أكبر ولله الحمد مبارك عليكم إخواننا أهل سوريا سقوط المجرم وهروبه كالفأر مبارك عليكم تحرير الأسرى والأسيرات مبارك عليكم تنفسكم الصعداء بعد حقبة سوداء دامت 54 عاماً ! ولمن يقول: "ولكن...ولكن..": نعلم أن المكر شديد وأن أعداء الأمة لم ولن يكفوا عن الكيد لها لكن كل ما ذكرناه هنا هو أمور يفرح لها المؤمن وفي الوقت ذاته نسأل الله أن ينجي أهل الشام من كيد الكائدين وأن يوفقهم لطاعته سبحانه واجتماع الكلمة على الحق ويجنبهم التبعية لكل عدو ليستحقوا مَعِيَّته سبحانه والحمد لله رب العالمين