عندما توفيت يا أبي، تركت وراءك فراغًا كبيرًا في حياتي. لا زلت أفتش عنك في كل مكان، عبر الإنتظار بفارغ الصبر، ولكن للأسف، لم أعد أعي أين أنت الآن. أشعر بالحزن والألم منذ رحيلك، ولم أجد سبيلًا للسعادة إلا في الذكريات التي تعلقت بك. كنت تملأ حياتي بالأمل والسعادة عندما كنت بجانبي، كنت الشخص الذي يمنحني القوة والدعم في كل لحظة. كنت الأب المثالي الذي يحملني على كتفيه ويوجهني نحو الطريق الصحيح. لكن الآن، أشعر بالضياع والوحدة، فقدت الشخص الذي كان يعني لي العالم. أتذكر كل لحظة قضيناها معًا، كلماتك الحكيمة ونصائحك القيمة التي لا تزال ترن في ذهني. كنت تعلمني كيف أكون شخصًا صالحًا ومحبًا، كنت تعلمني قيمة العمل الجاد والاجتهاد. كنت تعلمني أن أكون صبورًا وأن أثق بالله في كل الظروف. رحمك الله يا أبي وأسكنك الجنة. أعلم أنك الآن في مكان أفضل، حيث لا يوجد ألم ولا حزن. أعلم أنك تراقبني من السماء وتحميني بحنانك الأبدي. منذ يوم وفاتك وأنا أحاول أن أستمر في الحياة وأواجه التحديات بقوة وثقة، لأنني أعلم أن هذا هو ما ترغبه لي. أعلم أنك ترغب في رؤيتي ناجحًا وسعيدًا، وأعدك أنني سأعمل بجد لتحقيق ذلك. فأنت لم تغادرني فقط في الجسد، بل لا زلت حاضرًا في قلبي وروحي. أتذكرك في كل لحظة، وأشعر بحبك واهتمامك الدائم. اتعلم يا أبي في كل مرة أنظر فيها إلى برواز ذكرياتك، أشعر بالسعادة والحنين في آن واحد. أتذكر أوقاتنا المجيدة والضحكات الصادقة، وأتمنى لو أستطيع العودة إلى تلك الأيام. فلقد أشتقت إليك بشدة وأتمنى لو أنني استطيع أن أعانقك مرة أخرى وأقول لك كم أحبك. أبي العزيز، أشكرك على كل شيء. شكرًا لأنك كنت الأب الرائع الذي أحتاجه في حياتي. أشكرك لأنك علمتني قيم الحب والصبر والتفاني. أشكرك لأنك كنت الشخص الذي ألهمني ودفعني لتحقيق أحلامي. أعدك يا أبي، أنني سأستمر في بناء حياتي وأن أكون شخصًا يفخر به. سأحمل ذكراك وأعلم أنك تراقبني من السماء بفخر وسعادة. أتعلم يا أبي، كلّ الشواهد كانت تخبرني أن الله اختارك لأنه يحبك، فقد احسن الله خاتمتك إذ اصطفاك فجرِ يوم الجمعة المبارك ، وأخذ الله روحك اليه بهدوء وأنت نائمٌ بسلامٍ بدون آلامٍ ولا أوجاع ، وكان الحضور الكبير في تشييعك والحزنُ الذي نابَ الناسَ عليك يومها خير شاهد ، فأنت أخذت مكانًا فريدًا في قلوب الناس، وسكنت فيها معزَّيا ومحبوبًا. كلٌّ من كان على اطلاع على حياتك الزكية وخِلقك الطيِّب وتفانيك في خدمة الآخرين، شهِدَ بأنك كُنْتَ رمزًا للبساطة والعطاء والصداقة. ستبقى في ذاكرتنا وفي قلوبنا كصورة للقدوة، ومصدرا للاستلهام. وعلى الرغم من رحيلك الأليم، تظل روحُك النقية حاضرة في حياتنا، وتحفِّزنا على تقديم الخير والعطاء للآخرين. نم قرير العين يا أبتي، وكن على يقين بأننا سنواصل السير في دربك الذي وضعته لنا. معنا الآن أمي، أمي التي تعرفها جيدًا بإيمانها القوي وصبرها العظيم وحكمتها العميقة. معها سنستمر في هذا الطريق الوعر والشاق، لنعيش الأيام التي كتبها الله لنا في هذه الحياة الدنيا، حتى نلحق بك في رحلتنا جميعًا إلى الخالق الذي خلق الموت والحياة فالدنيا ليست سوى محطة عبور .. رحمك الله يا أبي الغالي، وأسكنك الجنة. سأظل أفتش عنك في كل مكان، وسأحتفظ بذكراك في قلبي إلى الأبد. حتى نلتقي في الجنان، أحبك يا أبي. 💔