العلاقات الإيمانية.. وسد الفجوات يجب أن يسود الود والإحترام والوفاء والولاء بين المؤمنين وبالأخص المجاهدين بسعة ورحابة صدر، وإذا غضب أخٌ على أخٍ له مؤمن يجب ألاّ يخرجه غضبه عن الحق، ولا يتجاوز الحق، بما يؤدي لتدمير العلاقات الإجتماعية والأسرية والإنسانية، هذا ظلم وإجرام كبير عند الله تعالى، ويتنافى مع منهجيتنا القرآنية ومبادئنا الجهادية، يجب أن يقاوم أي شخص نفسه ويخضعها ويلزمها بالحق، ومن كان أحمقًا وغير قادر على التقيد والإلتزام والإنضباط بهذه المنهجية والمبادئ الإلهية يجب عليه أن يتنحى، ويقتصر على نفسه، ولا يقحمها بالتجاوز لأوامر الله وتوجيهاته فيما فيه هلاكه وخسارته العظيمة في الدنيا والآخرة، يجب أن يتصدر قضايا الناس وهمومهم ومشاكلهم أهل الخير والتقوى والدين والصلاح والإصلاح، ولا يُترك المجال لمن يسعى بالفساد من حيث لا يشعر. يقول الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه: • الشخص الذي يكون مهتم بنفسيته -هو- تكون نفسه عنده هي كل شيء، أن يعتدى على الإسلام ما يحرك شعره فيه، أن تظلم الأمة كلها ما تهتز فيه شعره، أن يحصل عليه شيء ولو كلمة تقوم الدنيا ولا تقعد! ولا يكظـم غيظـاً، ولا يعفـو، وبعضهـم ما عاد يتقيد بالحق، على أقل تقدير أنه يريد الإنصاف، وكل مشاعره منشغلة بهذا الموضوع، وكل كلامه، وكل أعماله، وكل تفكيره يصبح منشغلاً في هذا الموضوع الذي وُوجه به من قبل أخ مؤمن حصل منه زلة. • يجب أن تعتذر إذا حصل منك زلة على شخص كبير أو صغير، قوي أو ضعيف، سواء كان شخصًا ممكن أن يؤثر عليك فيما بعد، أو شخص لا يستطيع أن يعمل بك شيئًا، لا بد أن تعتذر، ومتى ما اعتذرت عليه أن يقبل عذرك. • عندما يأتي شخص قد أخطأ عليك بزلة حصلت منه، ثم يأتي يعتذر، إقبل عذره، ويجب عليك أن تقبل عذره. ملزمة وسارعوا إلى مغفرة من ربكم. • (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} لا يتجاوزون الحق، لديهم اهتمامات كبرى، لديهم حرص على رضى الله سبحانه وتعالى، فسيصفح وسيغفر لأخيه إذا ما بدرت منه إساءة أو زلة، هو لا يريد أن يغرق المجتمع في مشاكل ثانوية تصرفه عن القضايا المهمة التي يجب أن يعطيها كل اهتمامه، فهم عادةً إذا ما غضبوا لا يدفعهم الغضب إلى التجاوز، ولا إلى الباطل، بل يغفرون أيضاً. -------------------------------------------------- سورة المائدة - الدرس الرابع.