ستكشف لك الشدائد حقيقة كل من هُم حولك، وستُصفّي لك المواقف الخبيثَ من الطيب، ستُنزِل ستائر كرامتك على نهاية بدأتها، وستبدو لك الرؤية أوضح حين تبقى بمُفردك في مِحنة عشتها، وستكره طيبة قلبك رُبما لوهلة لأنك ستشعر مع من لا يستحق أضعتها، وتفِيق من سُكر براءتك وعفويتك التي طالما مع أفاعي بسُمٍ قاتل أمِنتَ لدغها..
ستتبدَّل قناعتك، وتتغير وِجهتك، وستفهم في وقتٍ ما أنك أولى بالحُب، وأنك للمعروفِ أهل، ويداكَ كان لا ينبغي أن تمُد لمَن لا يستحق، هي الأيام كفيلة بذلك وذا أنا مما عشته أخبرتك.
الشيء الوحيد الذي أتمناه من بين كل الأشياء : أن أموت ميتةً طيّبة ، في مكانٍ طيّب ، على حالٍ طيّب يرضي الله ... أتمنى أن يسخر لي الله بعد موتي أناسًا تدعو لي بلا كللٍ ولا مَلل ، وتتصدَّق عني ، وتكون سيرتي حسَنة طيّبة بين الناس ... أسأل الله أن يرحمني ويسترني وإيّاكم فوق الأرض و تحت الأرض ويَوم العرض عليه.
افتَح معرض الصُّور في هاتِفِك، فتّش عن صُورٍ قديمةٍ لِنُصوصٍ كانت قد أبهرَتك، جرّب أن تقرأها مرّةً ثانية، غالبًا، ستقول لِنفسكَ " ركيكةٌ لِلغاية" أو " هل حقًا أعجبتني مرّةً؟"، فتِّش في أرقامِ هاتِفك، كم رقمًا موجودًا بغُبارِهِ منذُ سنوات؟ كم رقمًا كان في قائمةِ الأصدقاء، وصارَ بإمكانِكَ اليومَ أن تمحوهُ مِن على ذاكرةِ هاتفك، وذاكرتك؟، طالِع صورَك، لا القديمة ولكن، الجديدة، قبل سنة، أو اثنتين، أو أربعة، ركّز بتفاصيلها، لم تعُد ترتَدي ملابسكَ بالطّريقةِ ذاتها، لم تعُد ترتادُ المكانَ الذي التقطتَ فيهِ صُورتك، حتّى من كانوا معك، رحلُوا، أليس كذلك؟ ليسَ الوقتُ من يُغيّرنا، لا الوقت، ولا العُمر، أنتَ اليوم، لستَ من ستكونُ غدًا، لا ضماناتٍ لذلك، إنَّ كِتابًا قرأتَهُ مرّةً غيّرك، إنّ خُذلانًا أطاحَ مرّةً بِقلبِك، غيّرَك، إنّ الحياةَ ذاتها أداةُ التغيير، نحنُ نعيش، لكي نُجرّب، وكلّما جرّبنا نضجنَا، ثمَّ تغيّرنا. لذلك، لا تُراهن على شيء، ولا حتّى على نفسك، عِش حياتَكَ حُرًا دونَ توقعٍ، دونَ قُيود، أدر ظهركَ للثوابتِ الوهمِّية. إنّ البارحَةَ، واليوم، وغدًا نصٌ رَكِيكٌ، "وأنتَ وحدَكَ نَصُّ القصِيدة.