الحبّ لمْ يكنْ ولا في أيّ وقتٍ خطأً يقترفُ، فإنّ القلبَ لا سلطان عليه، نحنُ لا نختارُ منْ نحبُ، بل هو أمر محتوم كالموتِ لا مفرّ منه، ولكنْ أنتِ جعلتِ سعادتك تتمحور حوله، فكانت سعادةً مؤقتةً انتهت برحيله فالكونُ كلّه في حركة دائبة، لا شيء يبقى على حاله في مكان، يوجد لدى الناس ألفَ وجهٍ والألف وجه تلك تتغير حسب الإنسان الذي تتعاملين معه، ثم إنّ كُلّ شيء حولكِ غيرَ مُؤثّرٍ، إلى أن تمنَحيه أنتِ قيمتهُ، فإذا منحتِه قيمةً عظيمةً و أعليت من شأنهِ في نظركِ، توهمّتِ أنّكِ لا تستطيعين العيشَ بدونهِ، فتعاظمتْ سطوتُهُ عليكِ وصرتِ أسيرةً لهُ ولحبّهِ.
ستُدرك لاحقًا أن كل لحظة تأملت فيها ذاتك، وتصارحت مع روحك، وأعدت ترتيب أولوياتك، وأصلحت خللك، وسعيت لتجميل عثراتك، هي لحظات ثمينة لا تضيع هباءً، مهما شعرت بثقلها، أو بدا لك وحشتها. فكل شعور خالج قلبك دليل حياة، وكل دمعة ذرفتها دليل صدق، وكل محاولة بذلتها لن تذهب سدى. ثق أن الله لا يضيع أجر المجتهدين، وأن كل خطوة تعيد بناء ذاتك هي خطوة نحو نور أعظم، فاصبر وأكمل الطريق.
اطمئن الله يعلم وجعك، يدرك تلك الكلمات التي كتمتها، والأحلام التي دفنتها، والسعي الذي بذلته، والتحديات التي واجهتها وحدك. يعلم الله كم مرة عاهدت نفسك أن تنهض، وكم مرة بدأت من جديد رغم انكسارك. أكمل المسير، وازرع الأمل في قلبك، وثق أن الله لا يخذل من طرق بابه بصدق. كن طيب القلب، واثق الخطى، فكل يوم جديد هو فرصة جديدة للحياة.
يلومني الجميع على صمتي الذي طال، يتساءلون عن سر اختفائي بين الجدران، يفسرون غيابي بأنه قسوة أو تجاهل، لكنهم لا يدركون أنني في معركة مع ذاتي، أحاول أن أفهمها وأرمم شروخها. إنني أختبئ لا خوفًا، بل لأعيد بناء ما هدمته الأيام داخلي. أنا لست بعيدًا، فقط أحاول أن أكون أقرب إلى نفسي، ألمم بقايا قلبي المبعثرة، أُعيد ترتيب فوضى أفكاري، أنا غائب عنهم لأني حاضر في معركة مع نفسي، أبحث فيها عن طمائنينتي.
أُرِيدُ أن أعيش كل يوم جديد بحكاية فَرِيدة ومشاعر مُتَجَدِّدة؛ أُرِيدُ أن أتقدّم كل يوم خَطْوة عن الأمس وأتعلّم من عَثْرَاتي وَهَفْوَاتي، أن لا أفقد شَغَفَ العيش والتَفَاؤُل!
أُرِيدُ أن أَقْرَأُ كل الكُتُب العميقة، أن أَقْرَأُ نفسي والعالم كُلهُ في الكتب، أُرِيدُ أن أُقابل كُاتبيّ المُفَضَّل، أن أُحاوَرَه وَ أناقَشَهُ بكل ما يَجُولُ في خاطِرَي، وَأحيانًا أُرِيدُ أن أتَمَهِّل، أن أشاهد كل الأفلام التي أُرِيدُها، أن أتوقف قليلاً عند المقاطع المؤثرة وأعيدها مراتٍ ومرات..
أُرِيدُ أن أجول العالم سيراً، أن أكتشف الآثار وأزور المعالم التراثية، أُرِيدُ أن أُجَذف بِتَوانٍ في زورقٍ كبير، أتأمل صَفَاوَة المياه وَرَوْعَة الأشجار مِن حولها، أُرِيدُ أن أكتب وأكتب، أن أضحك وأرقص، أن أستمتع برفقة من أُحِب، أُرِيدُ أن أقود السيارة لساعات طويلة اكتَشَف فيها كل الطُرُقات..
أُرِيدُ أن احْتَسَي القهوة يوماً وَأَبْغَضها يوماً أخر، أريد أن أعيش كما أُرِيدُ وَحيثما أُرِيد وَبصُحْبَة من أُرِيدُ، أُرِيدُ صَدِّيق صَادِق صَدُوق، يكفيني عن كل المعارف والعلاقات المزيفة، أُرِيدُهُ بلا عتاب أو سؤال، يلتمس لي ذَرِيعَة أن غِبْت ويهون على قلبي ان حَزنْت، فَأنا سأكون لهُ كذلك.
لَكِنَ في الوَقْتِ الحَاضِرِ أَجَلُّ ما أُرِيدُ وأُرِيدُ وَأُرِيد، أن أَسِير بِخَطَوَاتٍ بَطِيئَة تجاه أي شيءٍ كان..…!
قناة سوزان الضحيك pinned «السلام عليكم يا أحبة 💕 هذه حساباتي الشخصية: • حسابي الشخصي الخاص ع الفيسبوك https://www.facebook.com/profile.php?id=100079610539503 قناتي على #التليجرام https://t.me/aldouhaiksuzane • صفحتي على #الانستجرام https://instagram.com/suzane_aldouhaik?u…»
لا يُلام المرء حقيقةً، بل يُشفق عليه إن كان رقيق القلب، كثير الحساسية، لا سيما في هذا الزمن الذي اعتاد فيه الناس جفاء الأرواح. تُلزمه حساسيته في دوامة من الهموم، لأنه يراعي مشاعر الآخرين أكثر مما ينبغي، ويخشاها كما يخشى وقع السيوف. يحمل على كاهله أحزاناً لا تحتملها الأكتاف، ويظن الناس أنه في راحة، بينما هو في عناءٍ دائم. لا يتعب من الآخرين بقدر ما يتعب من نفسه، ومن معاركه الداخلية التي لا تنتهي، ومن بذل الحب والاهتمام ليقابل بالجفاء والخذلان.
لا أذاقنا الله الوقوف في المنتصف، بين خيارين: لا رجوع للوراء ولا وضوح للمضي قدمًا. هل تمضي قدماً وتتوكّل على الله، موقناً بأن الخير فيما اختاره لك، أم تعود لأن الطريق الذي تسلكه ربما كان خطأ؟ في تلك اللحظة، يتصارع الإيمان مع الشك، وتتردد بين قلب يطمئنك بأن الله لن يضيع سعيك، وعقل يحذرك من أن المجهول قد لا يكون ما تريد. إنها لحظة الأصعب على الإطلاق ، لا تحتاج فيها أن تتوقف عن السير، بل عن التردد. لا أذاقنا الله الوقوف بين شيء وشيء، حيث الحيرة أشد من الاختيار، والعودة أصعب من المَضي قدماً.
الحرائق التي تشهدها ولاية كاليفورنيا تحمل بين طياتها حكماً لا يدركها إلا من وعى سنن الله في الكون. {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}. ما يحدث ليس أحداث عبثية، بل هي تحت حكم الله وتدبيره. وما يراه البعض ككارثة قد يكون في حقيقته ابتلاءً أو تذكيراً بحكمة الله وعدله. قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} فالظالم لا يفلت من عقاب الله، والمظلوم يجد عدل ربه ولو بعد حين. انه انتقام لدماء أهلنا في غزة، دمائهم ليسا مجرد أرقام تُحصى أو أخبار تمرّ في عناوين الصحف، بل جراح تنزف من قلب كل مسلم وحرّ في هذا العالم. إنها دماء طاهرة تُسفك ظلماً وعدواناً، لتروي أرضاً عصية على الانكسار، وترسم بدماء الشهداء طريقاً للكرامة والحرية. وما يخفف عنا ويزيدناً يقيناً قوله تعالى {وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} لنعلم أن كل بلاء هو ميزان للعدل الإلهي، وأن الله ينصر عباده المظلومين بأشكال لا يعلمها إلا هو.
تحرير سوريا سطرٌ خالدٌ في تاريخ العزة التي سُطرت بدماء الشجعان وصبر المناضلين. هو فصلٌ من كتاب الإرادة التي لا تُكسر، وكفاحُ شعبٍ آمن بحقه في الحرية والكرامة.
اليوم ، أصبح الشُكر ضروري لمن حمل السلاح دفاعًا عن الأرض والعرض، لمن وقف شامخًا في وجه الطغاة، ولمن أضاء الطريق بشعلة الأمل وسط ظلمات القهر. نعم، كلنا بيد الله، نُسخَّر لما يشاء سبحانه، لكنه، جل في علاه، يصطفي من عباده رجالًا صدقوا ما عاهدوه عليه، رجالًا تَصِفهم الملاحم بالأبطال، كما اصطفى القائد أحمد الشرع ورفاقه ممن جعلوا من نضال أربع عشرة سنة رمزًا للصبر والإصرار.
بفضل الله، وحسن قيادتهم، وبعزيمةٍ لا تلين، استطاعوا أن يحرروا الأرض ويكتبوا بدمائهم وحروفهم معنى الحرية. اللهم احفظهم بحفظك، وسدد خطاهم على طريق الحق والصواب، وكن معهم حيثما مضوا لصالح البلد وأبنائها وبما يرضيك.
بعد مرور شهر على التحرير، ها أنا أقول اليوم بكل يقين، بعد كل ما رأيناه من مآسي، وهول ما سمعناه من قصص، إن الحلم الذي طالما راودنا لم يكن يومًا رفاهية أو ترفًا، بل كان حقًّا ناضلنا لأجله بدماء شهدائنا وآلامنا وصبرنا وتهجيرنا، وموتنا غرقًا هربًا من الموت.
لقد كنا نرى سوريّتنا حرّة رغم كلّ القمع، ونرى شعبنا يعيش بكرامة رغم كلّ محاولات الإذلال. إن الخيال الذي تمسّكنا به كان قوتنا الوحيدة حين أرادوا أن يسلبوا منا الأمل، واليوم، أصبح الحلم حقيقة.
سوريّة اليوم ليست مجرد وطن محرّر، بل هي فكرة تجسّدت، وشعب أعاد اكتشاف قوّته ووحدته رغم كلّ الجراح.
ها نحن أبناء اليوم، نريد أن نؤسّس لمستقبل يعكس قيمنا، هويتنا، وأحلامنا التي لم تمت. ها نحن اليوم نبدأ بناء ما هدمه الاستبداد، بعزيمة لن تنكسر، وحلم لا يموت. ها نحن اليوم نكمل حكاية شعب انتفض من بين الأنقاض ليكتب تاريخًا جديدًا. تاريخ ثورة في قلب كل إنسان يسعى للحرية.
الأسرة هي النواة و البذرة الأولى التي ينبثق منها كيان المجتمع، وأساس هذه النواة يكمن في الأم الصالحة، فهي الحاضنة الأولى للقيم، والمعلمة الأولى للأجيال. هي القلب النابض الذي يُنير الدروب بالقيم، ويزرع في الأجيال بذور الخير والفضيلة، فإن صلحت الأم، صلح المجتمع، وإن أزهرت روحها، أثمرت أمةٌ عريقة الجذور، شامخة الفروع. فالأم الصالحة هي وطن صغير يُشيّد أركان أمة عظيمة.
صباح الخير للأمهات، لأولئك اللواتي يزرعن في أرواحنا بذور الأمل، ويعانقن أيامنا بحنان لا ينتهي. صباح الخير لقلوبهن التي تحمل أوجاع العالم بصمت، وتنسج من صبرها وشاحاً يدفئ قلوبنا. صباح الخير لمن هنّ نبض الحياة، وسرّ الطمأنينة، وضوءٌ لا يخبو في عتمة الأيام.
صباح الخير للآباء، الذين هم عماد الأسر، لا يكلون ولا يملون في بذل الجهد من أجل راحة أبنائهم. صباح الخير لأيدٍ ثابتة تعطي ولا تنتظر جزاء، ولقلوبٍ مملوءة بالحب، مهما كانت الظروف، التي تحمل أثقال الحياة بحب وتضحية، لتمنحنا كل ما تملك دون شكوى.
صباح الخير للذين يجدون في الصبر سعة، وفي الرضا راحة، وفي الطمأنينة بركة. صباح الخير لكل من رفع يديه للسماء داعيًا، فكانت دعوته ملء قلبه إيمانًا بأن الله لا يخيب رجاءه، وأن رحمة الله قريبة من المحسنين.
صباح الخير للأرواح التي لم تعرف اليأس، والتي مهما تعثرت عرفت كيف تلتقط نفسها من جديد، وتستأنف المسير في درب الأمل. صباح الخير للمجتهدين الذين يعلمون أن الجهد لا يذهب سدى، وأن لكل شيء وقته، فلا تحزنوا إن تأخرت الأقدار، فكل شيء بإذن الله. صباح الخير للمظلومين الذين لا يطلبون إلا العدالة من الله، صباح الخير للمجاهدين الذين لا يعرفون الراحة إلا في ظل الأمل بالله. صباح الخير للقلوب الطيبة التي لا تمل من العطاء، أصحاب النية الصافية.
صباح الخير للذين يزرعون الفرح في الطرقات، ويُحيون الأيام بحسن ظنهم بالله. صباح الخير لمن لم ينسوا صلواتهم في أوقات الشدة، ولم ينشغلوا بالدنيا عن آخرتهم.
ما من نعمة تنالها إلا وهي محض فضلٍ من الله، لا من كسب يدٍ ولا من سهر ليلٍ، فاحذر أن يخدعك شعور الاستحقاق فتظن أنك صاحب الفضل على نفسك. تواضع لربك، ترى في كل صغيرة فضلًا عظيمًا، وفي كل عطاء امتحانًا لحمدك وشكرك. واعلم أن العبد حين يُقر بعجزه ويستصغر عمله، يُفيض الله عليه من واسع كرمه ما لم يكن يحتسب.
الحياة لا تُؤلمنا بما فيها من أحداث، بل بما نحمله من فهم لها. كل لحظة تمرّ بنا تحمل في طيّاتها معانيً مختلفة، فالفهم هو المفتاح الذي يفتح أبواب القبول أو الألم. إذا تغيّرت رؤيتنا، تحوّلت الأحزان إلى دروس، والآلام إلى قوة. فكلما امتلأت أرواحنا بالصبر، كلما أصبحت الحياة أكثر رخاءً، مهما كانت تقلباتها.
تلك الأوجاع التي تحتفظ بها في قلبك، التي لم يلاحظها أحد أو يقدرها، هي في رعاية الله. قد تظنّ أنك وحيد في معاناتك، لكن هناك من يسمع شكواك في صمت، ويطبطب على قلبك دون أن يراه أحد. في تلك اللحظات الصعبة، هناك رعاية أسمى تحيط بك، فلا تخف، فالله أقرب إليك من نفسك، وهو وحده من يداوي ما في قلبك بحكمته ورحمته.