لك انحنى كبريائي
#لك_انحنى_كبريائيكانت تصعد الدرج ولا تأبه لشي حولها ، تحاول اللحاق بالقاعة قبل بدء المحاضرة ، وأمامها فتيات يتحدثن ويضحكن ويغمرهن دلع الأنوثة ، حتى مرّ ذلك الشاب الوسيم كان ينزل الدرج وكأنه فارسٌ أمير رأينه الفتيات ولم تفلت عيناهن عنه ، ولكنه لم يأبه بهن حتى.. وضل رافعاً رأسه ساخراً بداخله عن تلك السخافات ، حتى اقترب منها وقامت بالإلتفات بعيداً كي لا تراه أما هو فقد التفت إليها ...
لمَّ نظر إليها ؟
_هل كان فضولاً بأنهُ من تكون هذه صاحبة كمٍ من الكبرياء التي لم تنظر له كما يفعلن الفتيات ؟
_أم أنها من كسرت قاعدتهُ وكبريائه فانجذب نحوها ؟
على كلٍ أكملت مسيرها وهي تفكر كيف أنها دوماً تتعمد عدم رؤية ذلك الشخص الذي لا تعرف عنه شيء مطلقاً وكيف أنهُ يبادلها نفس الشيء ، ونفس الشيء أيضاً أن كلاهما ينتهز الفرصة المناسبة لينظر للآخر دون علمه ، وصلت القاعه وبدأت المحاضرة ، وفي أثناءها طلبت إحدى زميلاتها نسخ الخطوط من جهاز حاسوبها المحمول فسمحت لها سما بذلك في حين أنها كانت تناقش الواجب مع أستاذها ،
-سما هي تلك الفتاة الجميلة ، القوية ،الواثقة بنفسها والمتفوقة في دراستها -
انتهت الإستراحة وأكملوا المحاضرة ولكن واجهت سما مشكلة في حاسوبها أثناء التطبيق فشل عملها كاملاً ، حاولت حل المشكلة لكنها عجزت حتى أخذ أستاذها حاسوبها في نهاية المحاضرة وحاول إصلاحه ولم يستطع فقام بالإتصال بأستاذ يختص في مجال برمجة الحاسوب كان يحاول معه على أخذ موعد لإصلاحه فحصل عليه وقال لسما إذهبي إليه هو في مكتبه واسمه أيهم ، فذهبت ووصلت المكتب وملأها الإرتباك مما رأت وحاولت ان تتظاهر بعدم المبالاه لقد رأت ذلك الوسيم الذي تتعمد تجاهله فسألته : هل هذا مكتب الأستاذ أيهم ، فقال لها : نعم ، وضل صامتاً وهي صامته ، ثم قالت : أين هو ؟ أجابها : أنا هوَ ....
-أيهم هو ذلك الشاب الوسيم والذكي الذي يدرس الماجستير ويعمل صباحاً في إحدى الشركات القوية ومساءاً في التدريس بإحدى الجامعات المعروفة -
احمر وجه سما وعادت من باب المكتب واتكت على جدار الممر واخذت نفساً وقالت في سرها: هل هذا من سيصلح حاسوبي ، فترددت كثيراً في العودة إليه ولكنها تذكرت مشكلة حاسوبها وضرورة إصلاحه سريعاً فعاودت الذهاب إليه ووصلت للباب ورأته واقفاً أمامها عند الباب ، فقالت له : المعذره ولكن هل ستغادر ، فقال : لا أنا فقط آااا... ماذا تريدين ؟
فأخبرته أنها من قد اخذت معه موعداً لإصلاح حاسوبها فأخذ حاسوبها وجلست أمامه بالمقعد وكل واحدٍ فيهم يتعمد أن لا ينظر للآخر وأن يتصرف معه باختصار الكلام ، فمن نظر إليهما من بعيد نظر الكراهية المتبادله لبعضهم ، ولكن الحقيقة كانت هالات كبيره من الإعجاب المتبادل والإنجذاب الغير إعتيادي الذي يحاولون تجاهله ومحوه ..
قام بإصلاحه لها واخبرها أن هناك من غير في إعدادات الجهاز ، فشكرته وذهبت ، ولكنها بعد أيام لاحظت وجود مشكلةٍ أخرى على الحاسوب فاضطرت سما للعودة إلى الأستاذ أيهم ، فذهبت إليه وأصلح حاسوبها ، ولكن المشكله أنها بعد أيام واجهت مشكلة أخرى في حاسوبها فعادت له وأصلح لها الأمر وقام بإعطائها رقمه لكي تخبره كلما تحصل معها مشكله في حاسوبها لأنه لن يكون متواجداً في الجامعه لمدة قصيرة وسيسافر ، ترددت سما كثيراً في الأمر وقالت له لا داعي سأحاول إصلاح الأمر بنفسي ، فقال لها لاتنسي انكِ منشغله بتجهيز المشاريع وستحتاجين المساعده إن حصل عطل لحاسوبك والأمر باختيارك ، فأخذت الرقم وقالت له شكراً ،
في تلك الليله حصل عطل غريب جداً في حاسوبها وصعب عليها الأمر في إصلاحه ولكنها أبت أن تحدث الأستاذ أيهم بالأمر فاستعانت بمحرك البحث على الإنترنت للبحث عن حل للمشكه وبعد عناء وجهد استطاعت إصلاحه ..
مر أسبوع وهي أول مده زمنيه طويلة تمر بدون أن يحصل عطل في حاسوبها خلال الفترة الأخيرة ،
وفي يومٍ ما بينما كانت تجلس على مقعد على بعد أمتار من الكفتيريا ، وبالقرب من رصيف السيارات وقفت سيارة بالقرب منها ، وكعادتها سما حاولت عدم النظر لما حولها وبالتحديد السيارة التي وقفت بالقرب منها ، وضلت تشرب العصير الطازج البارد وتقلب الرسائل في هاتفها وتراجع المهام من دفتر المفكرة الصغير .. اكملت ومرت نصف ساعه على تلك السيارة الواقفة والتي ضنت سما أن من فيها قد نزل منها وذهب لأشغاله منذ وقت طويل ، نظرت سما للساعة وقامت بأخذ دفتر المفكره وإدخاله في الحقيبه لتذهب للمحاضرة ولكنها سمعت صوت فتح باب السيارة المجارة لها فمشى الشخص إليها وتفاجئت بأنهُ الأستاذ أيهم أمامها وقد علت الإبتسامة وجهه واحمر خدا سما وقال أيهم بعفويه غير مسبوقة: كيف حال جهاز حاسوبكِ يا سما ، فقالت له بنوعٍ من العناد : إنهُ ممتاز طيلة مدة سفرك ..
فضحك أيهم واقترب من سما وجلس بجانبها في المقعد وقال وعيناه تلمعان : هل يعقل أن حاسوبكِ لم يشتاق لي .. نظرت إليه سما ولم تدري ماذا تجيب ولكنها ضلت تنظر ملامحهُ التي ازدادت جمالاً حين ضلت