السيادة بين القران والحسين (ع)
جاء في الزيارة الجامعة الكبيرة :( أَنْتُمُ الصراط الْأَقْوَمُ )
أولا : القران الكريم سيد الكلام
جاء في تفسير مجمع البيان للطبرسي (رحمه الله) ان القران سيد الكلام ، ونحن نقف على جهتين من سيادة القران الكريم على الكلام.
أ- سيادته على الكتب السماوية
فقد ورد عن الامام السجاد (ع) في دعاء ختم القران : (( اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَعَنْتَنِي عَلَى خَتْمِ كِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَهُ نُوراً ، وَ جَعَلْتَهُ مُهَيْمِناً عَلَى كُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلْتَهُ ، وَ فَضَّلْتَهُ عَلَى كُلِّ حَدِيثٍ قَصَصْتَهُ ))
(( مهيمنا )) : اي انه شاهدا ورقيبا وحافظا ، حيث يعرض عليه مطالب الكتب السالفة كالتوراة والإنجيل ، فما صدقه القران كان صحيحا وما كذبه كان محرفا ( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ )
ب- سيادته على كلام العرب
التاريخ لا يرتاب بل يقطع ان العرب العرباء (الصُّرحاءُ الخُلَّص الذين تكلَّموا بلسان يعرُب بن قحْطان) ، قد بلغوا من البلاغة في الكلام ما لم تبلغه الامم السابقة لهم واللاحقة .
من مميزات كلام العرب:
1- كمال البيان 2- جزالة النظم (متانه وعذوبه في الفم ولذة في السمع)
3- وفاء اللفظ 4- رعاية المقام
5- سهولة النطق
شاهد : ابيات للسموأل شاعر جاهلي حكيم كان له حصن يسمى الأبلق .
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَما ضَرَّنا أَنّاقَليلٌ وجارُنا عَزيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ
نتيجة :
وصل العرب الى قدرة لا تضاهيها ولا تدانيها قدرة في البلاغة والبيان وسرعة البديهة ، ومع كل هذه الإمكانات تحداهم القران خلال ٢٣ سنة ، تحداهم بكلام :
إيجاز - بلاغة ، بيان - فصاحة ، لسان عربي فصيح ، ليس شعرا ولا نثرا ، يفهمه العرب ، وهو خارج عن مألوفهم.
ومع شدة حاجتهم لمعارضته ورغم قوة إمكاناتهم تعذر عليهم معارضة القران
( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً )
شاهد : القصاص بين كلام العرب والقران الكريم
القران : ( وَ لَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )
العرب : ( القتل انفى للقتل )
1- ليس في الآية اي تكرار
1- في العبارة تكرار القتل مرتين
2- ألفاظ الآية تعكس روح الإسلام السلمية
2- العبارة تنضح بالدم
3- الآية تقرر الحياة في القصاص لأنه ردع عن القتل وصيانة للأرواح فهي تامة الفائدة ولولي الدم :
أ- القصاص ب- او الدية اذا وافقوا عليها
3- العبارة ليست تامة لانه ليس كل قتل نافيا للقتل الا اذا كان قصاصا ، لانه شاع بين القبائل العربية انتقام واحدة من اخرى دون حدود ، فقد يُقتل رجل فتهدد قبيلته كل رجال قبيلة القاتل.
ثانيا : الحسين (ع) سيد الشهداء
الشهيد : هو من يقتل من المسلمين على يد الكفار في المعركة دفاعا عن الاسلام .
وسمي شهيدا :
أ- لان ملائكة الرحمة شهدت غسله او شهدت نقل روحه الى الجنة.
ب- او لان الله شهد له بالجنة.
وهذه الكلمة بهذا المعنى منطبقة على الحسين (ع) تمام الانطباق ، فلا شك ولا ريب انه قتل في سبيل الله صابرا محتسبا مسلما أمره كله لله تعالى غير ناظر إلى نفسه طرفة عين أبدا .
شاهد : الخوارزمي
الحسين (ع) عند وداعه قبر جده (ص) بعد ان قدم شكواه لجده (ص) من هذه الامة سال الله بحق هذا القبر وقال (إلا ما اخترت لي ما هو لك رضى ولرسولك رضى) ولم يلتفت لنفسه وسلامتها ، فقط وفقط رضى الله تبارك وتعالى .
س : نعم شهيد ولكن لماذا سيد الشهداء وهذا لقب لحمزة بن عبد المطلب من قبله ؟
ج : لان حمزة (ع) سيد شهداء عصره اما الحسين (ع) سيد الشهداء من الأولين والآخرين لان الحسين (ع) وكل ما يتعلق بشهادته وتضحيته له شأن خاص متفرد وهذا ما اقره الإمام الحسن المجتبى (ع) ( لا يوم كيومك يا ابا عبد الله )
لا مصيبة كمصيبتك - لا غربة كغربتك
لا عطش كعطشك - لا عيال كعيالك
لا أهل بيت كاهل بيتك - لا أصحاب كأصحابك
لا خيام كخيامك - لا سبايا كسباياك
إضافة الى ذلك ان لقب سيد الشهداء نص عليه كل من :
1- رسول الله (ص) في الحديث القدسي ( أما إنه سيد الشهداء من الأولين والآخرين في الدنيا والآخرة )
2- الامام الصادق (ع) حيث نقل أن امرأة عراقيّة تسمى أمّ سعيد الأحمسيّة والتي كانت من صحابيات الإمام الصادق (ع) أرادت أن تزور الشهداء في المدينة فقال لها الإمام: «ما أعجبكم يا أهل العراق تأتون الشهداء من سفر بعيد، وتتركون سيّد الشهداء لا تأتونه»، فسألت المرأة من هو سيد الشهداء؟ فقال (ع) هو الحسين بن علي (ع). كامل الزيارات