- كلما غفلنا أو تناسينا أننا جسد واحد جاءت مثل هذه الحوادث لتيقظنا وتذكرنا مرة أخرى بهذه المعاني الجليلة.
جسد واحد إن تألم فيه القدم شعرت به الرأس والعكس، لا يضرهما تباعد ما بينهما.
جسد واحد وإخوة في الله مهما وضعوا من حدود وهمية ظنوها تحول بيننا، ومهما غذوا فينا العصبيات الجاهلية للبلد والعرق، يأبى الله إلا أن يتحقق قوله تعالى: "إنما المؤمنون إخوة"
- تأتي هذه الحوادث لتخرجك من همك الشخصي الحقير وانغماسك في الفردانية والذاتية، للتكبد المشاق والتبعات في غاية أعظم وهي هموم الأمة وغايتها الكبرى.
- تأتي هذه الحوادث لتبعث فيك الروح وتؤكد لك أنك تستطيع أن تكون لبنة في زعزعة هذا الكيان المجرم، وليس ذلك فقط مقتصرا على الإخوة هناك، بل تستطيع فعل ذلك في أي بلد وبأي عدة وإن ضعفت.
- تأتي هذه الحوادث التي تذكرنا بقوله تعالى: وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة.
- تأتي هذه الحوادث لتعلمك أن الله يدبر الأمر فيأتي انتقامه لعباده من حيث لا يدرون ولا يحتسبون، وأن الله إذا أراد أمرا هيأ أسبابه.
- تأتي هذه الحوادث لتعلمك أن رابطة الإخوة الإيمانية والولاء والبراء فوق كل رابطة.
تأتي هذه الحوادث لتحيي فينا الكثير، فاللهم أدمها علينا.
«فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاء والبؤس والبخس في أحواله وأعماله، وقارنه سوء الحال وفساده في دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس، وأظلمت أرجاؤها، وانكشفت أنوارها، وظهر عليها وحشة الإعراض، وصارت مأوى للشياطين».