إنَّ اللغة العربية تضايقهم؛ لأنهم لا يستطيعون قراءتها، والعبارة العربية تُزعجهم لأنهم لا يستطيعون تركيبها. تسألُ الواحدَ منهم عن المتنبي، فينظر إليكَ باشمئزاز كأنّك تحدثه عن الزّائدة الدوديّة، وحين تسأله عن (الأغاني) و(العقد الفريد) و(البيان والتّبيين) و(نهج البلاغة) و(طوق الحمامة) يردُّ عليك بأنه لا يشتري أسطوانات عربية ولا يحضر أفلامًا عربيّة، إنهم يريدون أن يفتحوا العالم وهم عاجزون عن فتح كتاب، ويريدون أن يخوضوا البحر وهم يتزحلقون بقطرة ماء، وثقافتهم لا تتجاوز باب المقهى الذي يجلسون فيه، وعناوين الكتب المترجمة التي سمعوا عنها.
- نزار قبّاني