أشد ما يُختَبَر فيه المرء.. الرضا، في مواضع الحرمان مما تمنى، فيما وقع من أقدارٍ خالفت توقعاته، في كل موقفٍ وُضِع به باضطرارٍ، في كل أمرٍ ساقه إليه المقسوم، فيما يخوضه كله ويعارض هواه، فيهتز داخله، ويحاول مجاهدة قلبه.. ويروِّضه.. حتى يلين ويهدأ ويقنَع.. حتى لا يغرقه الغضب، حتى يتمم إيمانه بيقينٍ أن ما قُضِيَ عليه هو الخير، حتى لو لم يتبدَّى له ذلك الآن.