إسلامان مزيفان !
الأوّل: الإسلام البكائي:
وهو الذي يحمله الواقع المر على البكاء على الأطلال وتذكر الماضي الجميل المؤدي إلى الإحباط واليأس وترك العمل بل واستفراغ الجهد في تثبيط العاملين وانتظار المخلّص !
بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- في أقوام كانوا ينكرون تفرد الإله الحق بالعبادة، وإنكار البعث أشد الإنكار، والتعجب من بعث البشر بالرسالة !
وما هي إلا سنوات قلائل جدّ فيها واجتهد الداعي الأوّل -صلى الله عليه وسلم- مع صحبه الكرام -رضوان الله عليهم- حتى أصبحت العبادة لله وحده .. واستقرت مركزية الآخرة والعمل باتجاهها .. وآمنوا بنبيهم لدرجة الفداء له بالغالي والنفيس !
أحاديث الغربة محفزة ودافعة للعمل لا العزلة !الثاني: الإسلام العاطفي:
وهو الذي يربي الشباب على فضائل الأعمال ويترك أصول الإسلام فتختل تراتيب الإسلام في عقول شباب الإسلام !
يعملون أعمالا يسيرة ويرونها عظيمة !
يخل الفرد بالواجب فضلاً عن المستحب ويشعر بأنّه في مصاف الأولياء..
يتصارعون على الجزئيات في زمن اسقاط الكليات !
الإسلام المحمدي بريء من هذين الإسلامين !
للإسلام تصور ومنهج ونظام .. نزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فامتثله في حياته وربى عليه أصحابه ..
من قصد معرفة الإسلام فليدخل إلى القرآن دخول الراغب في الوصول إلى الله والتعرف عليه وعلى مراده ..